أمريكا وحلفاؤها يركزون حملتهم الإعلامية الخسيسة علي الأكاذيب والافتراءات ويأتي في مقدمتها أن مصر مقبلة علي حكم عسكري في إشارة واضحة للضغط الشعبي علي المشير السيسي للترشح لانتخابات الرئاسة.. وبلغت كراهية أمريكا وحلفائها بما فيهم قطر وتركيا مدي غير مسبوق جعلت هؤلاء يضغطون علي بعض الدول الخليجية المحبة لمصر بعدم تأييد ترشح المشير السيسي لهذه الانتخابات الرئاسية التي من المقرر اجراؤها قبل منتصف ابريل المقبل. وقد خرجت علي استحياء بعض النصائح من احدي الدول الخليجية الشقيقة من وزير دفاعها والتي يعتز بها الشعب المصري تقول للمشير السيسي لا تترشح للرئاسة.. وإذا كانت أمريكاوبريطانيا تؤمنان بالحرية والديمقراطية.. وتركتا للشعب المصري حرية اختيار رئيسه ولكنهما لا تعرفان من الديموقراطية والحرية إلا ذلك التمثال القابع في نيويورك علي شاطئ المحيط الاطلنطي.. الذي وضع في الزمان الخطأ والمكان الخطأ.. فهذه الدول تجيد استخدام لعبة المعايير المزدوجة.. ففي الوقت الذي تحاربان فيه القاعدة في اليمن تساندانها في سوريا. اعتراض هذه الدول علي ترشح المشير السيسي للانتخابات الرئاسية هو في الحقيقة لمن يفهم - علامة قوة علي الموقف المصري واتحاد الشعب والجيش والشرطة لصنع المستقبل.. فهذا كله اشارة إلي أننا نسير علي الطريق الصحيح.. لأن سياسة الغرب بوجه عام وأمريكا بوجه خاص تقف دائما ضد رغبات الشعوب التي تريد التحرر من التبعية.. ولا توجد دولة في العالم ساندتها دولة القطب الواحد لكي تصبح دولة ذات سيادة أو ذات قرار مستقل إلا اسرائيل ليس لان إسرائيل استثناء ولكن لأنها هي التي تحكم امريكا بجلالة قدرها..!! وكذلك بريطانيا التابع لأمريكا في أوروبا.. حيث يتضح من قرارات البيت الأبيض والبنتاجون وفي أجهزة الإعلام المكتوب والمسموع والمرئي وفي الاقتصاد.. وفي الهيرتاج - المؤسسة الأمريكية الصهيونية التي تعد الاستراتيجية الأمريكية لنصف قرن قادم - وفي الفن هيليوود. فالإدارة الأمريكية هي في الحقيقة إدارة أمريكية إسرائيلية صهيونية والشعب الأمريكي علاقته بالسياسة تكاد تكون منعدمة لأنه خليط غير متجانس!! فإذا كان المشير عبدالفتاح السيسي سيرتدي قريبا الحُلة المدنية فإنه في البداية والنهاية قائد عسكري عملاق - قبل أن يترشح للانتخابات الرئاسية.. فقد سبقه إلي ذلك قادة عظام في الغرب من بينهم ديجول وايزنهاورا فقد كان ديجول قائدا عسكريا فذا.. قاد مقاومة بلاده في الحرب العالمية الثانية وترأس اللجنة الفرنسية للتحرير الوطني عام 8491.. وهو القائد العسكري الذي يصمم منذ طفولته علي أداء فريضة الواجب الوطني.. وفي ريعان شبابه التحق بكلية سان فير العسكرية وتخرج فيها عام 2191.. وعمل مدرسا للتاريخ العسكري في نفس الكلية.. وشغل منصب مساعد رئيس الأركان العامة وعمل سكرتيرا لهيئة الدفاع الوطني.. وكان ديجول من القادة القلائل الذين يفهمون العقلية الأمريكية فحاول بقدر الامكان أن تكون فرنسا دولة قائدة ورائدة وحرة وغير تابعة للقطب الأمريكي.. وقد عمل خلال رئاسته لفرنسا من 8591 حتي 9691 علي استبعاد بريطانيا من السوق الأوروبية المشتركة - الاتحاد الأوروبي الآن - لأنه يعي جيدا أن بريطانيا رأس جسر لأمريكا في أوروبا، كما اصطدم ديجول بالتصرفات الأمريكية الحمقاء وقال في مذكراته ان الرئيس الأمريكي فرانكلين روزقلت يريد أن تكون كلمته قانونا علي العالم.. وقبل كل هذا وذاك فإن ديجول أحد رؤساء الجمهورية الفرنسية العظام فضلا عن انه رجل دولة بالمعني الحقيقي لهذا المفهوم. هذه إطلالة صغيرة في السيرة الذاتية لشارل ديجول الذي يمجده ويعظمه الغرب بصفة عامة والفرنسيون بصفة خاصة، كذلك كان ايزنهاورا الرئيس الأمريكي الذي جاء معه قلب المؤسسة العسكرية الأمريكية.. - البنتاجون - التساؤل الذي يبرز علي السطح فورا لماذا ينكر الغرب عامة وأمريكاوبريطانيا خاصة علي مصر أن يترأسها قائد عسكري ملهم ناجح أحبه الشعب بكل طوائفه بلا حدود؟! فلقد أرسله الله تحقيقا لحب شعبي جارف غير مسبوق بعد نجاحه في حماية مصر من التفكك والتقسيم. الإجابة من وجهة نظري أنهم ينكرون علي مصر هذا القائد العظيم لأنهم يعلمون وطنيته وحبه لمصر وشعبها وارضها يعلمون جيدا انه قائد عسكري لا مثيل له، مثقف.. تدرج في الإدارة العسكرية من رئيس فرع المعلومات والأمن بوزارة الدفاع.. ثم قائد مشاة ميكانيكي.. وملحق دفاع في المملكة العربية السعودية.. ثم قائد فرقة مشاة ميكانيكي ثم رئيسا لأركان المنطقة الشمالية العسكرية ثم قائدا لها.. ومديرا لإدارة المخابرات الحربية والاستطلاع ثم قائدا عاما للقوات المسلحة وزيرا للدفاع والانتاج الحربي وحصل علي العديد من الأوسمة والنياشين. قد يقول قائل إن الظروف اختلفت.. وأنا أقول بقوة إن الظروف لم تختلف ولكن الذي اختلف هو الاليات وبقيت الأهداف واحدة.. فلقد كان هدف النازي هو احتلال فرنسا بعد تدميرها.. واستخدم في ذلك الحروب العسكرية التقليدية وهدف أمريكاوبريطانيا ومن خلفهما اسرائيل هو تفكيك وتقسيم وتدمير مصر التي كانت موحدة منذ أكثر من 7 آلاف عام وستظل إلي الأبد.. فإذا كان ديجول قد نجح في دحر العدوان الألماني الغاشم.. فقد نجح المشير السيسي في كسر العدوان الأمريكي الاسرائيلي البريطاني الحقير الذي كانت أدواته تنظيم جماعة الإخوان الإرهابي وهذه هي ادوات وآليات الجيل الرابع من الحروب. صراحة لم تعد الحروب في العصر الحديث هي استخدام المواجهة العسكرية ولكن تجنيد العملاء والخونة والمأجورين أمثال تنظيم الإخوان الإرهابي والجماعات التكفيرية التي تدور في فلك هذا التنظيم والمنبثقة عنه لتدمير مصر.