تحتفل الأمة الإسلامية -اليوم- ببدء العام الهجري 1432.. والذي يجئ تخليداً للهجرة التي قام بها سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم من مكةالمكرمة إلي المدينةالمنورة مهاجراً بنفسه ودينه بعد أن إشتد عذاب أهله علي أتباعه الأوائل من المؤمنين به.. ووجد أن البقاء في مكة سيقضي علي رسالته السماوية فأضطر إلي الهجرة ومعه صديقه سيدنا أبو بكر الصديق رضي الله عنه والذي كان أول التابعين له والمؤمنين به من الرجال.. ولم يكن الطريق إلي المدينةالمنورة سهلاً وممهداً كما لم يكن الخروج من مكة ميسراً بل كانت للهجرة المحمدية دروسا كبيرة عندما نسترجعها هذه الأيام المباركة نشعر مدي ما كان يعانيه الرسول وأصحابه من المؤمنين الأوائل.. والذين شهدوا معه وآمنوا بأن الله لا إله إلا هو وأن الإسلام هو الدين الحق وأن عبادة الأصنام والأوثان لابد أن تنتهي من الوجود وأن يحل مكانها الإيمان بالله في كل القلوب والعقول.. هاجر الرسول »صلي الله عليه وسلم« ومن معه بأنفسهم ودينهم تاركين خلفهم الأموال والتجارة وكل مظاهر الجاه وإتجهوا بدينهم إلي المدينةالمنورة التي إستقبلتهم أروع إستقبال في تاريخ الإسلام ليبدأ الرسول »صلي الله عليه وسلم« بناء صفحة جديدة من الجهر العلني بالإسلام وإرساء الدولة الإسلامية من أجل إعلاء راية الحق في أرجاء الدنيا.. وإذا كانت هذه الأيام العاطرة تذكرنا بتمسك المسلمين الأوائل بدينهم وتركهم ديارهم وأموالهم والخروج في سبيل الله مهاجرين لنصرة دين الله.. فإن علينا أن نتمسك بأن نهجر ونترك كل ما حرمه الله فهذا هو الأسلوب الأمثل لنتمسك بديننا الحنيف وكأننا نهاجر كل يوم وكل ليلة بالأعمال الصالحة وإقامة أركان الإسلام الخمسة حتي نعيد الصحوة الإسلامية الأولي إلي مكانتها الطبيعية وأن تكون كلمة الله هي العليا وراية الإسلام دائماً في السماء.