مازال الماضي يمتعنا بعد ان عجزت التكنولوجيا الحديثة في اسعادنا بل انها كثيرا ما كانت سببا في التعاسة، بعدان افقدت الشباب عقولهم واصبح هذا العقل محمولا كلما احتجته تجده، وكلما طلبت من شاب اعمال عقله نظر الي الكمبيوتر، واذا طلبت منه مسألة حسابية نظر الي الآلة الحاسبة حتي وان كان جدول الضرب الذي ظل ملتصقا بنا حتي الان لاننا لم نستخدم الآلة الحديثة في حفظه بمجرد ان وطئت اقدامنا داخل المدرسة.. لم تستطع التكنولوجيا ان تكتشف سر سعادتنا حين سماعنا لسيدة الغناء العربي ام كلثوم او العندليب عبدالحليم حافظ او محمد عبدالوهاب وفريد، اذن ما فائدة هذا التقدم الذي لم يستطع ايجاد البديل الذي يشنف آذاننا بسماع شعشاعي آخر او صديق او حصري او عبدالصمد وغيرهم من المقرئين العظام اين هذه التكنولوجيا التي نفخت الفاكهة وأضاعت طعم الخضار ومهدت الطريق للأشرار ولولا ان لكل قاعدة شواذ لأصبح هذا الزمان مصبوغا بالخرفان. ملعون هذا التقدم الشيطاني المذهل الذي يجعل من تجمع الشباب علي شاشاته مؤامرة ضد بلده ومهما شكك وشوه في الزمن الجميل سنظل نستمتع بالقديم من الاصوات بما اوتينا من وسيلة قديمة او حديثة حتي وان استخدمت هذه التكنولوجيا استخداما خاطئا فاننا نستطيع ان نفرق بين صوت سيدة الغناء العربي أم كلثوم وصوت »أم قويق«.