واصلت أمس السلطات الاسرائيلية مكافحة حرائق أحراش الكرمل التي تسببت في مقتل 43 شخصا، بينما أقرت السلطات بعجزها عن السيطرة علي الكارثة، وطالب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو دول العالم بمساعدة اسرائيل. وقالت تقارير اخبارية إن فرق الإطفاء استأنفت جهودها لإخماد الحرائق المستمرة بعد أن التهمت أربعين ألف دونم من الأحراش الطبيعية التي تضم حوالي خمسة ملايين شجرة. واضافت التقارير أن الآمال معقودة علي الطائرات الأوروبية التي تشارك في جهود الاطفاء، ومن المتوقع ان تتم السيطرة علي الحرائق بشكل كامل خلال عدة أيام. واخلت السلطات قرابة 17 ألفا من سكان المنطقة، وما يزال يتوقع أن يتم إخلاء عدد آخر من السكان وفقا لتطور الحريق الذي امتد لمناطق قريبة من الأحياء الجنوبية الغربية لمدينة حيفا وفي محيط عدد من التجمعات السكنية والقري. وكان نتنياهو قد واصل مساعيه لطلب المساعدات للتغلب علي الحريق، واتصل بعدد من قادة دول بينها النرويج وفنلندا وبلجيكا وهولندا وألمانيا وطالبهم بإرسال طائرات لإخماد الحرائق. وبدأت منذ امس الاول العديد من دول العالم بينها مصر والأردن وبلغاريا واليونان وبريطانيا وروسيا والولايات المتحدة وإسبانيا وأذربيجان ورومانيا وتركيا في ارسال مساعدات الي اسرائيل للتغلب علي الحرائق التي تعد الاسوأ التي تتعرض لها الدولة العبرية. وذكرت صحيفة هارتس الاسرائيلية ان سكرتير عام الاممالمتحدة بان كي مون اكد لنتنياهو ان الاممالمتحدة سوف تبذل ما في وسعها لوقف ما وصفها "بالمأساة المروعة" التي وقعت في اسرائيل. واعترف نتنياهو في ختام اجتماع طارئ للمجلس الوزاري المصغر للشئون السياسية والأمنية صباح أمس بعدم الاستعداد لمواجهة كارثة مثل حريق الكرمل، وقال إنه ينبغي الاعتراف بحقيقة أن "وسائل إخماد الحرائق في اسرائيل ليس بإمكانها مواجهة حرائق غابات". من جهة أخري أطلقت الشرطة الإسرائيلية سراح مواطنين عربيين من قرية دالية الكرمل بعد ساعات من اعتقالهما بشبهة إشعالهما النار، وذلك بعد أن تبين في التحقيق أن لا علاقة لهما أبدا بحريق الكرمل أو حرائق أخري. وفي غضون ذلك، أظهر تحقيق أولي أجراه جهاز الإطفاء الاسرائيلي أن حريق الكرمل تطور نتيجة الإهمال بعد اشتعال النار بمنطقة قريبة من قرية عسفيا العربية.