كما عاشت مصر أعواماً وعهوداً من الفساد المالي والإداري.. كانت المؤسسات الصحفية جزءاً من هذا الفساد الذي عشش في طرقاتها وأجهز علي أبنائها الذين علا صراخهم أعواماً طويلة وتحملوا مالايطاق للحفاظ علي صحفهم ومؤسساتهم.. وقامت ثورة 25 يناير ليسطو عليها جماعة الإخوان ويكملوا خطة الإجهاز علي الصحف القومية بكل الوسائل القمعية لإفقارها وكسرها والسيطرة عليها.. وبعد ثورة الثلاثين من يونيو التي أعادت ثورة الخامس والعشرين من يناير لأصحابها شعب مصر الأصيل، تأملنا خيراً ولكن طالت المدة ستة شهور نئن ونبكي أحوال المؤسسات الصحفية التي تزداد سوءاً بعد سوء،بعد أن غاب دور الحكومة في معالجة هذا الملف الخطير، وكان لابد من الضغط المستمر من قبل أبناء هذه المؤسسات للإسراع بالتغيير، الذي جاء في جزء منه بتغيير رؤساء مجالس الإدارات وهو القرار الذي لاقي ارتياحاً كبيراً بين الصحفيين والعاملين بهذه المؤسسات، فقد كانت الاختيارات موفقة إلي حد كبير، وفي مؤسسة أخبار اليوم العريقة التي شرفت بالعمل بها منذ نحو الثلاثين عاماً جاء اختيار الرائع ابن المؤسسة البار ياسر رزق لرئاسة مجلس إدارتها ليرفع الآمال والأحلام إلي عنان السماء، فتاريخه الصحفي والمهني يشهد له أنه الأقدر علي مواجهة الظروف الصعبة التي نمر بها والخروج بالمؤسسة من عثرتها المالية والإدارية والمهنية بقوة وتماسك، ياسر رزق التحق بجريدة الأخبار منذ ثلاثين عاماً، وتمكن بموهبته الصحفية والمهنية أن يرفع من شأن مجلة الإذاعة والتليفزيون حين تم اختياره لرئاسة تحريرها وحقق فيها نقلة نوعية ومهنية لم تتحقق حتي يومنا هذا وحتي تركها عندما تولي رئاسة تحرير الأخبار في يناير 2011، ولمدة العام والنصف تقريباً وقبل أن ينكل به من قبل جماعة الإخوان ويتم إبعاده عن رئاسة التحرير، شهدت هذه الفترة ارتفاعاً كبيراً في التوزيع لم تشهده الجريدة منذ عدة عهود رغم قلة وندرة الإعلانات في هذه الفترة بعد أن امتنع رجال أعمال نظام مبارك عن مدها بالإعلانات وإغلاق الكثير من الشركات والمصانع وهروب المستثمرين بعد ثورة يناير وبالتالي فقدت الجريدة المئات من المعلنين، استطاع ياسر رزق وبإدارة العمل الجماعي بنجاح غير مسبوق أن يحقق الكثير من الخبطات الصحفية المتميزة والنادرة، ويقدم المادة الصحفية الجيدة، واحترم القارئ، واحترم الشعب المصري وكان أول من أطلق لفظ "الثورة" من الصحف القومية علي ثورة 25 يناير، وكان وقتها مبارك لا يزال في الحكم فارتفع التوزيع ليكون خير بديل عن الإعلانات، وبعد الإطاحة به من رئاسة تحرير الأخبار من جماعة الإخوان ذهب لصحيفة المصري اليوم ليكمل نجاحاته المهنية والصحفية بتحقيق المزيد من النجاحات والانفرادات والخبطات الصحفية المتميزة لينصرف القارئ معه أينما يذهب، وبعد عودته سالماً غانماً إلي بيته وداره بمؤسسة أخبار اليوم العريقة أمام هذا الابن البار والصحفي الرائع الكثير من التحديات للنهوض بالمؤسسة مهنياً وإدارياً ومالياً، الأرقام مخيفة وصادمة، والملفات متراكمة، والإهمال كان متعمداً، والديون متضخمة، والرواتب متدنية، العثرات كثيرة ومتنوعة تراكمات لسنوات طويلة من الفساد المالي والإداري الذي شهدته المؤسسة مثلها كل المؤسسات الصحفية ومؤسسات الدولة التي نحن جزء منها، والخروج من المأزق يحتاج للخبرة والعمل الجاد والجماعي، وقد يكون اختيار الزميل الرائع البار بداره ومؤسسته الحريص علي النهوض بها هو الأمل في تخطي التحديات والوصول بالمؤسسة والعاملين بها إلي بر الأمان، فلديه القدرة علي اتخاذ المبادرات، وتحقيق النجاحات رغم مايقابله من عثرات، كل ما أتمناه أن يبعد الله عنه شر المنافقين ويلهمه بذكائه ومثابرته إلي الحق والصواب لما فيه الخير لمؤسستنا العريقة،.. ياسر رزق.. حماك الله من كل شر ووفقك في هذه المهمة الصعبة.