يزعجني ويؤلمني ان اري منزلا ينهار أو عقارا يسقط فوق سكانه سواء اكان حديثا أو قديما فالمشهد قاسي لا يحتمل خاصة اذا كان هناك ضحايا قتلي أو مصابون والحقيقة ان الامر بالنسبة للمباني الجديدة قد يكون مفاجئا ولكنه بالنسبة للمباني القديمة المتهالكة يحتاج إلي وقفة والف وقفة خاصة اننا نري الان بعضها يتهاوي خاصة في احياء القاهرة الكبري فلا يكاد يمر يوم إلا ويسقط عقار متهالك أو قديم والغريب ان هذه العقارات اما صدرت لها احكام قضائية بالازالة أو قرارات بالتنكيس ولكن مع الاسف لا تنفذ تلك القرارات أو الاحكام حتي تقع الكوارث فنفاجأ بوجودها مع الاسف ولكنها تظل حبيسة الادراج أو تكون حبرا علي ورق. لا يوجد حي في القاهرة الان وليس به عقارات آيلة للسقوط والغريب ان السكان يصرون علي الاقامة مع ان الموت يهددهم علي ان يتركوها وهذا شيء غريب لا تفسير له. تصريح الدكتور عبدالعظيم وزير محافظ القاهرة بان انهيار تلك العقارات والمنازل داخل العاصمة يرجع لعدم التزام ملاك العقارات بتنفيذ قرارات الازالة والتنكيس الصادرة لهذه العقارات لا يعفي مسئولي المحافظة من المسئولية فالسكوت عن امر خطير عن حال هذه المنازل شيء نحاسب عليه المقصر الذي تراخي عن ان يحافظ علي ارواح الناس باخراجهم من تلك الدور المتهالكة وطنش أداء دوره أو اجبار اصحاب العقار علي تنكيسه أو هدمه اذا تطلب الامر. اعتقد ان في القانون ما يسمح لجهة الادارة ان تتخذ من القرارات في حالة الخطورة الداهمة بهدم العقارات حتي اسطح الارض وقد خضت تجربة خاصة بي في هذا المجال لهدم احد العقارات المملوكة لاسرتي بتطبيق القانون في تلك النقطة. ولماذا لا تطبق ذلك خاصة ان الدكتور وزير اعلن بصراحة عن وجود وحدات سكنية جاهزة لحالات الاخلاء الاداري وان هناك اولوية في هذا الشأن ومطلقة لتسكين قاطني العقارات التي تنهار أو التي يتم اخلاؤها أو تشكل خطورة داهمة علي السكان. ليس لنا حجة اذا واذا كان السكان يرفضون الاخلاء فهذا عذر اقبح من الذنب فهذه مسئولية ولي الامر وهو هنا يمثله المحافظة والمحافظ في اي منطقة في مصر. وجميل ما اعلنه محافظ القاهرة ايضا من ان احدي لجانه الهندسية قامت بمعاينة 58 عقارا في منطقة بولاق وجدت انها معرضة للانهيار ويقيم فيها 004 اسرة وان رئيس الوزراء امر باخلائها ونقل السكان إلي مساكن بديلة بمنطقة النهضة ويجري حاليا استكمال باقي عمليات النقل. اذا كنا قادرون علي ان ننقذ ارواح الناس فلماذا نتأخر ان احياء القاهرة بها آلاف المساكن المتهالكة الآيلة للسقوط والتي صدرت لها قرارات التنكيس أو الازالة وخطورتها داهمة ليس في بولاق وحدها ولكن في كل الاحياء وما اعرفه جيدا ان الاحياء ورؤساءها ومهندسيها لديهم الملفات الكاملة الخاصة بكل عقار وياليتهم يتخذون من المواقف الايجابية بما يحافظ علي سلامة الناس قبل أن تنهار. اقصي شيء في الدنيا ان تجد عقارا أو مسكنا وقد انهار واستقر تحت انقاضه العشرات من الضحايا الابرياء الذين يسقطون بمجرد اهمالها وعدم اتخاذ ما يمليه علينا الضمير.. فماذا ننتظر؟