بعد الصدمة والارتباك ازاء الوثائق السرية الامريكية التي كشفها موقع ويكيليكس علي الانترنت ، انتقلت دبلوماسيات العالم الي الهجوم المضاد منددة بمثل هذه الاساليب "المشينة" و"السيئة النية". وفي الوقت نفسه, بدأت الولاياتالمتحدة في اجراء تحقيق جنائي مكثف بشأن الوثائق المسربة معربة عن اسفها الشديد للكشف عن هذه المعلومات السرية وتعهدت بتشديد اجراءات الامن للحيلولة دون تسرب اي معلومات حساسة مجددا. وأمر البيت الأبيض الأجهزة الاتحادية بتشديد إجراءات التعامل مع المعلومات السرية.ووفقا لتعليمات الإدارة الأمريكية فإن من بين الإجراءات الجديدة منع مستخدمي المعلومات من الوصول إلا إلي ما يلزم لأداء وظائفهم، وفرض قيود علي استخدام التعليمات السرية بالإضافة إلي منع وصولها إلي وسائل الإعلام.ومن جانبه, اعلن الرئيس باراك اوباما انه زغير راضس لما نشره موقع ويكيليكس من برقيات سرية، ووصف مسربي المعلومات بالمجرمين.واعتبر المتحدث باسم البيت الابيض روبرت جيبس نشر هذه الوثائق "جريمة خطيرة". وفي اول تعليق لها علي نشر برقيات الخارجية الامريكية , أعربت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون عن أسف بلادها للكشف عن تلك المعلومات السرية.وقالت إن نشر الوثائق السرية لا يشكل هجوما علي الولاياتالمتحدة فقط بل وعلي المجتمع الدولي ويسهم في تبديد الثقة بين الدول.وأكدت أن إدارة أوباما ستلاحق بقوة المسئولين عن النشر. وتوعد وزير العدل الأمريكي أريك هولدر بمحاكمة كل من يتبين أنه علي علاقة بالتسريب.وحذر هولدر في مؤتمر صحفي من أن نشر تلك الوثائق يعرض دبلوماسيين أمريكيين أو أشخاصا آخرين يساعدون الولاياتالمتحدة للخطر.وأضاف أنه إذا كانت هناك ثغرات في القانون الأمريكي بشأن كشف المعلومات السرية، فإن إدارة الرئيس باراك أوباما ستعمل علي سد هذه الثغرات، بحيث تمكن محاكمة أي شخص بصرف النظر عن جنسيته أو مكان إقامته.ورفضت سوزان رايس مندوبة الولاياتالمتحدة لدي الاممالمتحدة ما ورد في برقيات وزارة الخارجية الامريكية التي كشفها موقع ويكيليكس بشأن ضلوع الدبلوماسيين الامريكيين في نيويورك بشكل نشط في عملية تجسس قائلة "نحن دبلوماسيون لا جواسيس".واعتبرت ان دورهم لاغني عنه مشددة علي ان الدبلوماسية الامريكية ستخرج اقوي اثر الجدل حول وثائق ويكيليكس التي تسببت باحراج علي الصعيد الدولي. لكن ساره بالين الزعيمة الجمهورية المحافظة رأت علي صفحتها علي موقع فيسبوك ان التسريبات "تثير تساؤلات خطيرة بشأن عدم اهلية ادارة اوباما لادارة هذا الفشل الذريع".لكنها وصفت مؤسس موقع ويكيليكس جوليان اسانج بانه "عميل معاد لامريكا يداه ملطختان بالدماء".ودعا الرئيس الامريكي السابق جورج بوش الي ملاحقة المسئولين عن التسريب مشيرا الي انه اصيب بخيبة امل عندما علم ان بعض الاشخاص لا يحترمون الاتفاق الذي وقعوه مع الحكومة لعدم كشف بعض الاسرار. وانتقد حلفاء واشنطن نشر الوثائق. واعتبرت فرنسا انها عملية "متعمدة ولا مسئولة" بينما قال وزير الخارجية الايطالي فرانكو فراتيني انه يخشي من قيام "11 سبتمبر للدبلوماسية العالمية".واعربت الصين عن املها في الا يحدث ملف تسريب البرقيات الدبلوماسية الامريكية "اضطرابا في العلاقات الصينية الامريكية" وفي ان تقوم واشنطن "بمعالجة" الملف "بشكل صائب". ودعت ايران امس دول المنطقة الي "عدم الوقوع في الفخ" بتصديق الوثائق السرية معتبرة ان هدفها بث الفرقة في العالم الاسلامي. اما الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد الذي شبه في مذكرة بادولف هتلر فقال ان هذه الوثائق "لا قيمة لها" معتبرا ان نشر هذه الوثائق "يندرج في اطار حرب معلومات" ضد طهران، تديرها الولاياتالمتحدة.. لكن القادة الذين انتقدتهم الوثائق سارعوا الي تأكيد ان نشرها لن يؤثر علي علاقاتهم مع واشنطن.واكد وزير الخارجية الالماني جيدو فسترفيله ان "هذه الحماقات" لن تؤثر علي العلاقات الامريكية الالمانية بينما قال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون ان لندن "ستواصل العمل بشكل وثيق مع الولاياتالمتحدة".وقالت افغانستان ايضا ان علاقاتها مع واشنطن لن تتضرر علي الرغم من الوثائق التي وصفت الرئيس حامد قرضاي بانه "ضعيف" وشقيقه احمد والي بانه من زعماء تهريب المخدرات الفاسدين. ودافع رئيس الوزراء الايطالي سيلفيو برلسكوني عن نفسه في مواجهة البرقيات المسربة التي وصفته بانه "بلا حول ولا قوة" واشارت الي ولعه ب"اقامة الحفلات الجامحة" اثر علي قدرته علي الحكم. وقال للاسف لم يسبق لي في حياتي أن شاركت في أي حفل جامح. قد تكون مثيرة للاهتمام." واضاف"اقيم مرة واحدة في الشهر حفلات عشاء في منازلي لان هناك الكثير من الاشخاص الذين يريدون مقابلتي". وفي امريكا اللاتينية، دعا الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز وزيرة الخارجية الامريكية الي الاستقالة، معتبرا ان هذه الخطوة هي اقل شيء يمكنها ان تفعله هي والمنحرفون الآخرون في وزارة الخارجية الامريكية".واكدت حليفته الاكوادور انها مستعدة لاستضافة مؤسس ويكيليكس جوليان اسانج. وقال نائب وزير الخارجية الاكوادوري كينتو لوكاس "نحن مستعدون لمنحه اذن اقامة في الاكوادور من دون اي مشكلة واي شرط".