لحظة صدق

وداعا احمد فؤاد نجم

وداعا الشاعر الكبير احمد فؤاد نجم الشاعر وشاعر الفقراء التلقائي مفجر الثورات كان قيمة كبيرة في شعر العامية المصرية،، قال كلمة الحق ودفع ضريبتها من حريته وحياته ، لم يتراجع عما كان يؤمن به في يوم من الايام، وهو رمز للقدرة علي مواجهة السلطات، وواحد من رموز الكفاح الإنساني.
قدم زادا سيظل يستلهمه المصريون في كل احتجاجاتهم ورفضهم للظلم وكانت تجربته مع إمام من أهم تجارب الغناء في مصر وهي امتداد لتجارب بيرم التونسي وسيد درويش وبديع خيري فكما كان هؤلاء في مواجهة المحتل الإنجليزي استطاع نجم وإمام تقديم تجربة ضد الظلم والقهر الاجتماعي والسياسي، ولأن أغانيه تشع بالوطنية، فهي باقية إلي الآن، لقد عبر بأعلي صوت وأعلي قدر من الرفض عن مواقفه في مواجهة أشرس الأنظمة، .لم يخضع للمزايدات ولا للابتزاز السياسي لم يخضع لسطوة المزايدين والمتاجرين، حتي عندما اختار مرسي رئيسا كان مضطرا لذلك وبمجرد أن إكتشف حقيقته وحقيقة جماعته كان أول من وقف ضده وقال قصيدته الشهيرة اثناء حكمه :
يا اجهل شعوب الارض اخترت ليه طرطور
ارجوز في ايد مرشده شايل لقب دكتور
من يوم مامسك الحكم مقطوعه ميه ونور
قالو في ايده الخير ولو منه برده يغور
وكتابة نجم للشعر السياسي بدأت عقب نكسة 1967 بقصيدة كانت قاسية قال فيها:
يا أهل مصر المحمية بالحرامية
الفول كتير والطعمية والبر عمار
والعيشة معدن واهي ماشية
آخر أشيا مادام جنابه والحاشية
بكروش وكتار ح تقول لي سينا وما سينا شي
ما تدوشناشي ما ستميت اوتوبيس ماشي
شاحنين انفار إيه يعني لما يموت مليون
وقد دفع نجم ثمن مواقفه في عهد عبدالناصر والسادات قضي خلالها 18عاما بالسجن ، لكنه ظل مشاغبا ومشاكسا، فرغم أنه كان رافضا للاعتقالات التي كانت سمة في عهد عبدالناصر الا أنه رثاه وبكاه بقصيدته الشهيرة عنه "عبدالناصر" :
السكه مفروشه تيجان الفل و النرجس
و القبه صهوه فرس عليها الخضر بيبرجس
والمشربيه عرايس بتبكي و البكي مشروع
من ذا اللي نايم و ساكت
و السكات مسموع
وفي عهد السادات لم يتوقف نجم عن الشغب أيضا وهجاء الرئيس حتي وصفه الرئيس السادات بالشاعر "البذيء" وكان دائما ما يهاجم الأمريكان والرئيس الأمريكي وكتب قصيدة في ذلك أثناء زيارة نيكسون لمصر :
شرفت يا نيكسون بابا
يابتاع الوتر جيت
عملوا لك قيمة وسيما
سلاطين الفول والزيت
حقا العمالقة لايتكررون ولايموتون فما زال طه حسين وعباس العقاد ونجيب محفوظ احياء بأعمالهم الرائعة وسيظل احمد فؤاد نجم بيننا بأعماله والهامة للشعب المصري .. وداعا شاعر العامية الذي تربينا علي اشعاره في الجامعة فألهبت القلوب والعقول وفجرت الثورات.