فوزى مخيمر الوفاء والعرفان من سمات القادة والدول والشعوب المتحضرة، والاحداث والتطورات والازمات والمحن تظهر معادن الدول والقادة، تجاه الاشقاء والاصدقاء وقت الشدائد، وهذا ما تجلي في مواقف الامارات والسعودية والكويت من تطورات الاحداث في مصر، وهي مواقف أقل ما يقال عنها انها تاريخية بحق، تعبر عن أصالة وعمق الارتباط بينها وبين مصر. واقتناعا بأن المصير واحد، والمصلحة واحدة، والخطر واحد، فليس خافيا علي أحد أن دول الخليج العربية استشعرت الانزعاج باستثناء قطر بوصول جماعة الاخوان الي حكم مصر، وسارعت بمباركة الثورة الشعبية الثانية في 30يونيو 2013م، وما نجم عنها من ابعاد نظام الجماعة عن سدة الحكم. ولقد وصل التوتر ذروته خلال العام الماضي، ولم يكن قد مر علي حكم الاخوان شهور قليلة، ولسبب لاعلاقة لمصر به او الامارات، اذ بادر قطب اخواني مصري قطري بانتقاد شديد لمواقف الامارات من تظاهرات السوريين بالامارات، ورد مسئول اماراتي بقوة علي الهجوم، فانتفض قطب اخواني من مصر وشن هجوما اشد عنفا علي الامارات، دون ان يعي مصالح البلدين.. ودون ان يعي قدر البلدين الشقيقين عند بعضهما، ومواقفهما التاريخية والاخوية معا، ودون ان يدرك تقدير الامارات لمصر ودورها العروبي والقومي مع اشقائها، ودون ان يعي ماقدمته الامارات لمصر في العديد من المواقف، والتاريخ يشهد علي كرم مؤسس الامارات الراحل الشيخ زايد مع مصر، وحبه لها ووصايته لابنائه بمصر.. فلم ولن تنسي مصر مواقف الامارات العربية من الدعم والمساندة غير المحدودة للجيش المصري قبل واثناء وبعد حرب السادس من اكتوبر، وكثيرا ما اشاد بها القائد الجسور انور السادات، وكثيرا ما تباهي بدور الشيخ زايد بن سلطان رئيس الامارات الراحل. وبجانب الدعم السخي للقوات المسلحة المصرية، بادرت الامارات العربية ابان حرب السادس من اكتوبر ببناء مدينة متكاملة في الاسماعيلية، ودعمت العديد من المشروعات التنموية.. وفي الثمانينات مولت بناء حي الشيخ زايد بمدينة السادس من اكتوبر والذي اصبح الان مدينة منفصلة ومستشفي زايد المركزي بها، وحديثا مستشفي زايد بطريق النصر لخدمة اهالي منشية ناصر، وهذه مجرد نماذج من اسهامات الامارت في مصر، وقريبا سيتم احياء مشروع مدينة الشيخ خليفة بن زايد بطريق القاهرةالسويس.. وبالامس توجت الزيارة التاريخية لرئيس الوزراء د. حازم الببلاوي للامارات بدعم مصر بأربعة مليارات و900 ألف دولار، ولقاءات ناجحة وترحيب حار من كافة مسئولي الدولة بالمسئول المصري. وهنا لابد أن نشيد بالدور المخلص والعروبي لسفير الاماراتبالقاهرة محمد بن نخيره الظاهري الذي بذل جهودا مضنية وأمينة في خدمة مصر وسعيه الدؤوب لتطوير مستوي العلاقات الي الافضل والاقوي بين البلدين.