الحقيقة الكبري في كيان مصر التجانس الطبيعي، فهي صفة جوهرية في المصريين فهم جنس متجانس، وينقلنا هذا التجانس تلقائيا الي التجانس اللغوي والديني حتي تكتمل صورة مصر المعاصرة بشريا. تستمد مصر وحدتها من موقعها وحدودها فتبدو كالزهرة ساقها متمثل في الصعيد وزهرتها تمثل الدلتا وبرعمها الفيوم وغيرها، المهم انها علي استطالتها عالم واحد متناه صارم الحدود والمعالم ملمومة في نفسها ومتماسكة، مساحتها تبدو كأقدم واضخم واكثف جزيرة بشرية منفردة في افريقيا وقلب العالم القديم والحديث بوحدتها. ونري ان هذه الوحدة التاريخية لم تنقطع من الملك مينا واحمس حتي وقتنا هذا، حتي اننا لا نجد شعبا متماثلا في ملامحه الجسمية والنفسية وفي مزاجه وفي عاداته وتقاليده باختصار في »طابعه القومي« كالشعب المصري، فالشعب المصري سد متماسك لن يصلوا إليه مثل الذي بناه »ذو القرنين« من زُبر الحديد اي قطع ضخمة من الحديد حتي ساوي بين الجبلين، حتي جعله نارا فأفرغ عليه »قطرا« اي نحاسا مذابا، فلم يستطع احد في الدنيا ان يظهره اي يعلو عليه لارتفاعه ولم يستطعيوا ان يثقبوه لصلابته، فالشعب المصري يتسم بنفس صفات هذا السد المنيع، فهو منيع علي الارهاب والارهابيين، فالعمل الآثم الذي فعله الارهاب في كنيسة العذراء بالوراق، لايهز هذا السد وكذلك ما فعلوه من حرق وتدمير للكنائس والمساجد واقسام الشرطة ومن قتل الابرياء في سيناء وباقي المحافظات. إن الشعور والضمير الانساني لدي المصريين من قديم الزمان، لا يمكنه تعريض حياة انسان للخطر، وما يحدث الان يقوم به دخلاء علي الوطن وليسو منه، انهم غرباء مجرمون ارهابيون سوف نتصدي لهم، لانهم ليس لهم تأثير علي »السد المنيع« ان ما تنفرد به مصر الضخامة، ضخامة الحجم التي تجعل منها حجرا شامخا وهي حقيقة ادركها واحس بها جيرانها طوال التاريخ قديما وحديثا، شخصية ذاتية وعبقرية، والنتيجة المنطقية لهذا كله ان مصر مركز الثقل الطاغي وقطب القوة في وسط العالم العربي، فوجودها محسوس بقوة خارجها ولا تستمد مصر ثقلها من الحجم وحده فقط، بل من تجانسها الشديد، فوحدتها الجنسية واللغوية مطلقة، ولا تعرف التشيع او التشرذم الطائفي، والكل يؤلف وحدة وطنية علي درجة نادرة من التماسك فهي تتحرك ككتلة واحدة دون ان تعرف الانقسامات التي تفكك كثيرا من الدول المحيطة بها، وهذا بيان للناس.