منذ اربعة شهور قال رئيس الوزراء الاثيوبي ميليس زيناوي في تصريحات صحفية: ان العلاقات المصرية- الاثيوبية قوية وصلبة وتمتد جذرها الي عصور طويلة، وانه لا توجد اي امكانية لوقوع قلاقل بين البلدين ووصف هذه العلاقات بانها كالزواج الكاثوليكي لا طلاق فيه.. ثم اكد زيناوي موقفه هذا منذ اقل من شهرين عند زيارة الدكتور احمد نظيف رئيس الوزراء الي أديس أبابا علي رأس وفد عالي المستوي.. وقال ان اثيوبيا لا يمكن ان تفكر في الاضرار بمصر في قضية مياه النيل، وان كل شيء قابل للحوار والتفاوض بشأن الاتفاق الاطاري لمبادرة حوض النيل. وانه يجب ألا تقتصر العلاقة بين البلدين علي حصص المياه وانهما يجب ان يعملا عن قرب لتحقيق الصالح العام لشعبي البلدين. وما عبر عنه زيناوي في هذه التصريحات هو موقف مصر الواضح من ازمة مياه حوض النيل وان منهج مصر ثابت وانه لا سبيل لحل نقاط الخلاف الا بالحوار والتفاهم وان المفاوضات كفيلة بتأكيد حق مصر التاريخي وفق الاعراف والقوانين الدولية واكدت مصر حرصها علي ان تكون القضية مجالا للتعاون والمصالح المشتركة وليس للخلافات والنزاعات. لم يكتف الموقف المصري بالصريحات بل شهد هذا العام زيارات مصرية متنوعة وعلي اعلي المستويات الي دول حوض النيل وخاصة اثيوبيا، وشهدت علي الفور تعاونا مشتركا في العديد من المجالات. وخاصة الاستفادة من الخبرة والمساعدات المصرية في المشروعات ذات الاولوية الحيوية للتنمية في اثيوبيا كما زادت معدلات التبادل التجاري والاستثمارات المصرية. ولكن يبدو ان زيناوي عندما استشعر الصعوبات التي تواجه مسودة الاتفاق الاطاري لمبادرة حوض النيل لم يستطع كتم غيظه في تصريحات لوكالة رويترز لا استطيع تصور ان مراسل الوكالة جره اليها فهو بالسياسي القادر علي الافلات من اي فخ صحفي، ولكن يبدو ان السؤال جاء علي هواه لينفس عن نفسه، او انه الذي استدعي المراسل للتعبير عما يخنق صدره في تصريحات مرفوضة مصريا، شعبا قبل الحكومة، يتحدث فيها عن تصعيد للخلاف في وجهات النظر بشأن مياه النيل الي مواجهة بافتراض ان مصر سوف تخوض حربا من اجل المياه، وانه يري ان مصر لا يمكنها ان تكسب حربا مع اثيوبيا علي المياه، وانها تدعم جماعات اثيوبية متمردة لزعزعة استقرار بلاده، وان مصر تصطاد في الماء العكر. لا يهمنا حديثه عن قدرة مصر العسكرية من عدمها، فهو لا يستحق التعليق ولكن ما يجب ان يفهمه زيناوي ان السياسة المصرية لا تعلن غير ما تنطق او تقول في الخفاء، سياستها واضحة وضوح قوة مصر وقد قالتها منذ نشوب الازمة ان الحوار والتفاوض والتعاون المشترك للوصول الي اتفاق. ومصر لا تحارب دولا افريقية شقيقة يجمعنا بها تاريخ طويل من العلاقات القوية ودعم حصولها علي استقلالها.. وخاصة اثيوبيا التي تربطها بها 0061 عام من التاريخ و28 عاما من العلاقات الدبلوماسية.. ولكن يبدو ان زيناوي جاء ليشعلها نارا!