بركسام رمضان أفتقدك بشدة أنا وكل من أحبوك .. أنعم في الجنة والنعيم فأنت أهل لها لم أتصور أنه مر عام علي فراقه.. مازالت أنفاسه في كل مكان يذهب إليه أو نذهب إليه معا.. ضحكاته وقفشاته وتعليقاته فقد كان لا يترك شيئا يمر دون تعليق.. كان يحب الحياة علي طريقته هو وقد أحبته الحياة كما هو.. ما يزيد علي الثلاثين عاما قضيناها معا.. كنا نختلف ونتفق.. لكن حبي واحترامي لم ينقص للحظة واحدة.. استشعر وجوده معي في كل مكان لقد كان يوم الحادي عشر من ابريل عام 6791 يوما فارقا في حياتي.. حيث التقت التلميذة حديثة العهد بالتخرج من كلية الآداب قسم صحافة بالاستاذ الذي تقرأ له وتعشق كتاباته وهي لا تعرفه، ومن يومها لم نفترق حتي عندما طال به المرض.. كانت تراه يوميا في المستشفي وتحمل أنفاسه معها حين تذهب الي النوم.. كانت دموعها تسقي مخدتها فهي لم تتعوده صامتا هكذا.. افتقدت الصخب الجميل الذي يبعثه في كل مكان. كنت أداعبه قائلة: يا اسماعيل كنا نرجوك ان تصمت قليلا الآن نرجوك ان تتحدث قليلا.. لقد وحشني صوتك وكان يرد بابتسامة حزينة.. وعندما أتوسل إليه ان يسمعني شيئا من مجهولة العنوان التي أعشقها.. كنت يسمعني إياها علي مضض حتي لا أزعل.. (اسماعيل) علمتني كل شيء في الحياة حتي نبض قلبي وعقلي.. علمتني ماذا أقرأ وكيف أكتب مازلت احتفظ بنقودك التي تكتب لي عليها كلمات رقيقة عندما يعجبك موضوع نشر لي.. هذه النقود أغلي عندي من كل نقود العالم.. أحيانا أضبط نفسي وأنا أتحدث عن موضوع بنفس المنطق والفكر الذي كنت تتحدث به وكنت أختلف معك فيه.. كانت رؤيتك وحكمتك بعيدة النظر »اللحمة« التي كنت تحبها وتقول عنها سيدة الطعام الأولي وعندما تحضر الي المائدة تعزف لها السلام الوطني.. رائحة سجائرك موجودة في كل مكان.. »أميرة« تقرأ لك القرآن وتدعو لك يوميا قبل ان تنام.. أما »ليلي« الشبيهة الي حد كبير بك.. نفس الروح وخفة الدم فأنت تسكن عقلها وقلبها وكل خلية في جسدها، وعندما تفتقد مقولتك لها »يانور العين« تهرب الي حجرتها لتبكي لحظة إحساسها بفقدك وحضنك الدافيء لها، وقراءتك لما تكتب وعندما يعجبك ما تكتبه تربت علي ظهرها قائلا: »يابت أنتي بتكتبي أحسن من أبوك وأمك«.. اسماعيل.. أفتقدك بشدة أنا وكل من أحبوك.. أنعم في الجنة والنعيم فأنت أهل لها. بحب الأخبار!! الأحد: أحيانا يتجسد الوطن في مكان نحبه نلمسه ويلمسنا نسكنه ويسكننا.. يصبح الهواء الذي نتنفسه.. واليدالحانية التي تضمنا بالحب والمودة.. مبني أخبار اليوم هو الوطن بالنسبة لي.. منذ ما يزيد علي الثلاثين عاما وهو موطني وحبي وقدري في يوم لا ينسي وبعد تخرجي من الجامعة بقليل ذهبت للقاء الراحل العظيم »مصطفي أمين« بصحبة أستاذي ومعلمي الراحل »حسن محسب« لا أنسي الرهبة التي مست جسدي وأنا أجلس في حضرة الاستاذ.. لا أنسي استغرابه عندما قرأ اسمي وسألني عن معناه فقلت له: الوردة المتفتحتة، وكان إسماعيل يداعبني بعد سنوات طويلة من زواجنا عندما يسأل أحدهم عن معني أسمي فيرد قائلا: »الوردة التي كانت متفتحة«.. المهم سأله حسن محسب: نستطيع ان نغير الاسم.. فرد الاستاذ قائلا: لماذا.. لقد كان أسم أم كلثوم غريبا علي الاسماع في بداية ظهورها.. أتركه ربما يصبح لها هي الأخري شأن.. من يومها أرتبطت مشاعري وعقلي بهذا المكان.. »المبني القديم« كما نطلق عليه والذي ما تزال رائحته الخاصة عالقة بنا برغم انتقالنا الي مبني آخر.. أحب كل طوبة فيه وكل سلمة وكل صوره معلقة علي الحائط تضم من سبقونا الي هذا المكان ووضعوا طوبة بالحب والموهبة.. أحب عمال البوفية والاسانسير والسعاة الذين أصبحوا جزءا من هذا المكان.. كنت أذهب يوميا الي الأخبار وكأني في لقاء مع الحبيب.. كم أحبك يا أخبار والي آخر لحظة من حياتي سأظل مدينة لكل الاساتذة الذين علموني وأضافوا الي يوما بعد يوم.. والي زملائي الذين منحوني ومازالوا يمنحونني الحب والتقدير خاصة الذين وقفوا بجانبي اثناء محنة مرض زوجي الحبيب »اسماعيل النقيب« أتمني للأخبار بكل ما تضمه كل الحب والازدهار والتآلف. غادة ولميس الاثنين: دخلت »لميس الحديدي« قلوب المصريين جميعا في العامين الماضيين من خلال برنامجها الجاد والمحترم »هنا العاصمة«.. لميس نموذج للمذيعة المقتدرة والمحترمة التي تبذل فوق الجهد لتدخل بيوت وعقول المصريين لتشرح وتوضح وتجتهد وخلفها طاقم إعداد.. تظهر لمساته في كل صورة وخبر.. لميس سيدة مصرية بحق.. كانت علي مدي العامين الماضيين أشبه بمن يحمل رشاشا ويقف علي الجبهة في مواجهة عدو شرس لا يرحم.. حملت روحها وقلبها لتقدمه برضاء وحب فداء لهذا الوطن.. وبرغم قوة وشجاعة وصلابة »لميس« إلا ان دموعها كانت تسبقها علي خجل امام صور وإرهاب لا نملك امامه الا دموعنا حسرة وألما علي ما حدث لنا من إناس.. المفروض انهم شركاء لنا في هذا الوطن دموعي ودموع لميس والآخرين لا تنم عن ضعف ولكن علي عدم قدرة علي تصور أن هؤلاء مصريون. كيف طاوعتهم ايديهم وقلوبهم وعقولهم ان يمزقوا أحشاء هذا الوطن ويلقوا به الي من لا يرحم.. كيف هان عليهم هواء مصر ونيل مصر وتراب مصر.. »لميس« سيدة من كتائب السيدات المدافعات عن مصر ولن تضيع مصر طالما فيها مبدعات ومذيعات ومصريات مثل لميس الحديدي.. وأنا وكل مصرية فخورة بلميس وغيرها ممن يحملن أرواحهن علي أيديهم.. لهم منا كل الحب والتقدير وعاشت مصر حرة.. عندما أشعر بنوع من الحزن الرفيف أبحث عن كلمة »ترطب« علي قلبي وتبعث الابتسامة في روحي.. ابحث عن »غادة شريف« بمقالتها الاسبوعية لأضحك مع »حمادة« الشخصية التي ابتدعتها »غادة« لتقول له كل ما تريد.. وبرغم ما تثيره من موضوعات جادة وهامة تنم عن متابعتها بدقة ومهارة وحنكة لما يحدث إلا أن كلماتها الساخرة وروحها الشقية تبعث الراحة الي نفوسنا المتعبة وترحمنا قليلا من صور القتل ومقالات الغباء وحوارات التخلف التي تملأ صحفنا اليومية وتحيل حياتنا الي الجحيم.. نحن في حاجة الي »001 غادة« يوميا لتنتشلنا مما نحن فيه ساعدنا الله وساعدك ياغادة.