في رسالته المختصرة الشجية قال صديق أيام الحرب، العميد المتقاعد، أنه كان في طريقه إلي بور سعيد، يعرف كل موضع فيه، فوجئ بمدافع الدبابات المرابطة قرب القناة مصوبة ناحية الغرب والشمال والجنوب، في زمن حربي الاستنزاف واكتوبر كانت مصوبة ناحية الشرق فقط، ادركته غصة، الخطر قادم ايضا من الداخل، لم يعرف هذا قط، هذا وضع جديد لم يعرفه الجيش المصري الذي يخوض حربا عنيفة في سيناء وينتشر علي امتداد الارض المصرية دفاعا عن كيان الدولة، يوميا يقدم شهداء من ضباطه وجنوده بينما نفر من المصريين يحرضون ضده إما بأعمال إرهابية إجرامية وإما بأعمال عدوانية معنوية، هذا لم يحدث من قبل، لا في مصر ولا في غيرها، أوضاع شاذة وغريبة وخطيرة هناك اتجاهات تحارب ضد الجيش. ضد الدولة، ضد وجود الشعب المصري، بعض هذه الاتجاهات مدعومة من الخارج، معروف الدول العربية والاجنبية التي تسخر منابر مساجدها لشيوخ الدم للدعاء والتحريض، والدول التي توفر ارسال السلاح الفتاك مباشرة، لكنني اعجب من اتجاهات بعض العناصر اليسارية التي تتظاهر في الشوارع علانية ضد الجيش وتهاجمه، هذه العناصر تؤثر في بعض المراهقين صغار السن الذين يهتفون ضد العسكر وهم يتخيلون انهم يخوضون التحدي ضد الديكتاتورية العسكرية التي لا توجد بالفعل، هؤلاء أخطر من الإخوان والجماعات الجهادية، الكتل الرئيسية منهم مضللة، غير واعية، القادة الصغار ذوو الارتباطات المشبوهة يعرفون ما يفعلون، هؤلاء يجب مواجهتهم من القوي الوطنية واليسارية الحقيقية، هذا نزق خطير يجب التصدي له كما يتم التصدي للارهاب، ظاهرة تبدو لأول مرة في تاريخ اليسار المصري الوطني الذي شاركت فصائله منذ عام 1948 في جميع معارك الجيش المصري الوطنية، القومية، هذا الجيش العظيم قدم من أجل فلسطين أكثر من مائة وخمسين ألف شهيد والآن يحارب معركة كبري شرسة ضد عصابات دولية مدربة تدريبا عاليا ومدعومة بالمال القطري والتركي والدعم الارضي من غزة المخطوفة الاسيرة من ارهاب حماس، لفلاديمير ايليتش ليذين كتاب مهم عن الطفولة اليسارية اعتبرها مرضا يؤدي إلي نفس النتائج الناتجة عن خطورة اليمين المتطرف، هذا صحيح تماما، يضاف إلي ذلك خطورة العملاء المأجورين بوفير المال، وهم معروفون بالاسم وكانت الاجراءات القانونية قد بدأت بالفعل ضد اسماء تتوافر الادلة علي الادوار التخريبية التي يقومون بها داخل مصر، انهم ينقلون مواقع التخريب من الاطراف إلي القلب ويمارسون تأثيرهم السام علي صغار السن، توقفت الاجراءات القانونية فجأة بتأثير من بعض القوي في الحكومة الحالية التي تمارس نشاطا بحجة التصالح والتهدئة ولا تري الخطر الذي يطعن جيشنا في الصميم. أناشد قوي اليسار المصري الوطني ان تتخذ موقفا ضد هؤلاء العملاء واتباعهم المضللين وان تفضح مواقفهم وخطورة ما يقدمون عليه وان تتسع اشكال مساندة الجيش معنويا وماديا، اننا نخوض حرب وجود حقيقية والأمر لا يحتمل السكوت علي الخيانة والتضليل الداعمين للإرهاب.