استنكرت العديد من قيادات اليسار فى مصر الهجوم الذي شنه الدكتور عصام العريان القيادى بجماعة الإخوان المسلمين على قوى اليسار قائلا إن أهم أسباب تراجع اليسار وفشله في مصر هو تلقيه للتمويل الأجنبي فضلا عن إهمال دور الدين بل احتقاره. فقد قابلت الاحزاب و الحركات اليسارية تصريحات العريان باستنكار شديد حيث اعتبرت ان ذلك الهجوم يأتى فى إطار سعي الإخوان إلى تشويه معارضيهم. وفى إطار ذلك السياق تحفظ أحمد بهاء الدين شعبان وكيل مؤسسى الحزب الاشتراكي المصري على اتهامات الدكتور عصام العريان ضد اليسار واصفا إياها بالمغرضة التى لا أساس لها من الصحة. وقال شعبان "اليسار لا يحتقر الدين لكنه يقف ضد احتكار التيارات الاسلامية للدين والمتاجرة به ,مشددا على أن الدين لله والوطن للجميع فاليسار يحترم جميع الأديان ولا يستخدم الدين فى تنفيذ مشرعه السياسى كما تفعل تيارات الإسلام السياسى, وتحدى شعبان أن يستطيع أحد إثبات تلقي أي من القوى اليسارية لتمويل أجنبي, متهما التيارات الإسلامية بتلقي مئات الملايين من الدولارات من الخليج على مدى العقود الأخيرة لدعم وجودها السياسى فى المجتمع و شراء ولاء الطبقات الفقيرة. وأوضح شعبان أن القوى اليسارية تدافع عن حقوق الطبقات الفقيرة وتتفاعل مع المواطنين فى الشوارع مستنكرا الحديث عن تعالى قيادات اليسار من قبل العريان. وأشار شعبان إلى أن التيارات الإسلامية لم تدافع عن حقوق الفقراء او تتخذ اى قرار يصب فى مصلحة الطبقات الفقيرة أو الحد من التفاوات الطبقى عند وصولهم للحكم، على حد قوله. ونوه شعبان إلى أن اليسار المصري كان على رأس من ناضل ضد النفوذ الأجنبى منذ ستينيات القرن الماضى من أجل طرد العدو الصهيونى من الأراضى المحتلة كما كافح اليسار ضد النفوذ الأمريكى فى المنطقة واتفاقية كامب ديفيد التي قاد اليسار النضال ضدها فى حين ضغطت الولاياتالمتحدةالامريكية لتولي الرئيس محمد مرسى السلطة فى مصر ,متهما حكم الإخوان بأنه يسعى لإغراق مصر فى الديون الخارجية لفرض الولاياتالمتحدة إرادتها على مصر,متسائلا من الذى ينصاع للنفوذ الاجنبى اذا؟!. واعتبر شعبان الهجوم على شباب الثورة فى أحداث محمد محمود وماسبيرو ومجلس الوزراء ثم الهجوم على شخصيات وطنية كحمدين صباحى والدكتور محمد البرادعى وحزب الدستور وأخيرا الهجوم على قوى اليسار مؤشرات لشعور الإخوان بالعزلة والابتعاد عن جميع فئات المجتمع مكررين نفس خطايا نظام مبارك الذى قاد معركة ضد كل القوى السياسية فى المجتمع, مؤكدا على ان الاخوان قد بدوأ من حيث انتهى مبارك و قد يكون مصيرهم مثل مصيره. و من جانبه أكد هيثم محمدين القيادى بحركة الاشتراكيين الثوريين على أن هجوم العريان يأتى فى إطار خطوة استباقية لضرب الحركات الثورية التى تقف فى وجه مشروع الإخوان الرأسمالى ,وأضاف محمدين أن هذه التصريحات ليست بجديدة على قيادات الاخوان التى اتهمت الحركات الثورية من قبل فى مجلس الوزراء ومحمد محمود وماسبيرو بأنهم مدعومين من قبل اجهزة امنية و ممولين من الخارج, مستشهدا بتصريحات عصام العريان السابقة ضد حركة اطباء بلا حقوق حيث وصف الحركة بانها شيوعية. وشدد محمدين على أن حركة الاشتراكيين الثوريين لديها مواقف معلنة تعادي الهيمنة الأمريكية واتفاقية كامب ديفيد ,وأوضح محمدين أن اليسار قد عارض اتفاقية كامب ديفيد حينما باركها الاخوان وأيدوا وقتها السادات, واستنكر محمدين الاتهامات الخاصة بمعاداة اليسار الدين قائلا"على مدار 90 عاما هى عمر اليسار لم يخرج بيان أو تصريح واحد لأي من قيادات الأحزاب والحركات اليسارية ضد الدين أو يشير بالسوء للدين الإسلامي أو أى من الأديان الأخرى", مشيرا إلى أن القوى اليسارية تعادى فقط السياسات الرأسمالية. واعتبر محمدين هجوم الإخوان على اليسار بأنه يأتى فى إطار الخطة التى وضعتها الجماعة لتشوية الحركات السياسية والأحزاب المعارضة والتى تتوقع الجماعة معارضتهم للخطط التقشفية التى ستضعها حكومة قنديل والتى تصب فى مصلحة رجال الاعمال, ونوه محمدين إلى أن أساليب الإخوان ضد معارضيهم تشبه إلى حد كبير أساليب نظام مبارك من حيث تشويه الخصوم ىالسياسيين و القاء الاتهامات جزافا. من جانبه، أعرب عبد الغفار شكر وكيل مؤسسى حزب التحالف الشعبى الاشتراكى عن صدمته من تصريحات العريان لأنه أكثر أعضاء جماعة الإخوان المسلمين معرفة بقيادات اليسار ومواقفهم الإيجابية التى دافعت فى التسعينيات عن حق الإخوان فى ممارسة نشاطهم والاعتراف بهم وبمرجعيتهم الاسلامية, وأضاف شكر أن العريان يستخدم نفس الأساليب التى استخدمها الرئيس السادات من قبل عندما كان اليسار قوى شعبية حقيقية تقود النضال ضد السادات سواء فى الحركة العمالية أو الانتفاضة الطلابية او تحركات المثقفين, وأشار شكر إلى أن السادات حاول خلق فجوة بين الشعب و قوى اليسار فأطلق الاكاذيب بان اليسار عميل للخارج و ملحد و منحل اخلاقيا ,موضحا بان تلك التهم تستهوى العامة و تدفعهم لاتخاذ مواقف مضادة لليسار حيث دفع السادات فى ذلك الوقت بالجماعات الاسلامية فى الجامعات للتصدى لشعبية اليسار ,وأبدى شكر تعجبه من اتهام العريان لليسار بتلقى تمويل أجنبى بعد حل الاتحاد السوفيتى وعدم وجود أى دولة شيوعية فى العالم الآن, وأوضح شكر أن قوى اليسار على مر تاريخها لم تصدر بيان واحد يهاجم الدين او يحتقره بل ان بعض قيادات اليسار أزهريون مثل الدكتور محمد عمارة والدكتور محمد سعاد جلال و مئات اخرين ,و شدد شكر على ان قوى اليسار لديها التزام اخلاقى و دينى كبير و الا ما كانت قيادات وسط زملائهم فى المصانع و الجامعات ,منوها الى ان العريان كان يربطه صلات وثيقة بالعشرات من القيادات اليسارية الذين دافعوا عن حق الاخوان فى التواجد القانونى فى عهد مبارك ,مبديا اندهاشه من الهجوم الغير مبرر من قبل العريان الآن.