التركيز علي الشاشات الصغيرة يستهلك كل الوقت. العقل. القلب. العين. الأذن. جميع الحواس فضلاً عن فيضان المشاعر التي تلاحق ما يجري من أحداث ملتهبة تطول كل شيء في القاهرة والمحافظات في شمال وجنوب وشرق وغرب الوطن.. حرائق. اشتباكات.. إلخ. إذن من يستطيع أن يوجه ناظريه إلي فيلم سينمائي روائي أياً كانت قيمته وجاذبيته. بينما نعيش في كل لحظة تفاصيل معركة فاصلة بين الجماعة الإرهابية الضالعة في مؤامرة مع قوي استعمارية لهدم الوطن. وبين الشرطة والجيش والشعب والقوي السياسية الوطنية. الأحداث التي عاشها ويعيشها المصريون في الأيام الأخيرة وحتي هذه الساعة تكفي كمادة موضوعية مصورة لعمل الملاحم وعشرات الأفلام التسجيلية.. المصريون يعيشون أياماً فاصلة من تاريخهم. يشاركون في صناعة صفحة جديدة مشرقة بإذن الله. طوال أمس وحتي صلاة الفجر. ثم بزوغ ضوء النهار. وانتشار أشعة الشمس. ونحن جلوس أمام الشاشة الصغيرة نبحلق وننتقل من قناة لأخري. نتابع تفاصيل "معركة" "جامع الفتح" في ميدان رمسيس. المعتصمون وأتباع الجماعة الإرهابية. وقد قررت حرق مصر والإجهاز علي شعبها. يتمترسون داخل الجامع. مئات قليلة يلوذون ببيت الله. بينهم بلطجية وقتلة وإرهابيون شاركوا في صناعة الرعب وإشاعة الفزع طوال أمس الأول "الجمعة". الجماعة استثمرت مظاهر الفقر والجهل الذي تعيشه نسبة كبيرة من الشعب المصري. وقاموا بتجنيد المئات. بل الآلاف الذين وفرت لهم الطعام والمال. وجعلت مظاهراتهم أكثر ازدحاماً وأكثر إيحاءً بأن "الجماعة الإرهابية" كبيرة العدد وممتدة ويساندها الشعب المصري!! تتفاوت التغطية الإعلامية من قناة مصرية لأخري. وتتفاوت القدرات المهنية من مذيع لآخر يجلس أمام الكاميرا. بعض القنوات تمتلك إمكانيات أكبر من غيرها. تُغري المتفرج للجلوس فترة أطول. القلق يحرك "الريموت" من قناة لأخري عفوياً ومن دون التوقف أمام قنوات إجرامية تمارس الكذب والتضليل وتزييف الوعي واستعداء العالم علي مصر. ولا أعرف لماذا لم تغلق مكاتبها حتي الآن؟! الإرهابيون يحتمون في الجامع ومعهم الجثث التي يحتفظون بها لتصويرها حتي يتاجرون بها إعلامياً. "مطبخ" الكذب والتضليل الإخواني الإرهابي عجيب. يوفر للقنوات العميلة المشاهد المضللة والأخبار الكاذبة. والتقارير الملفقة بصفاقة نادرة. جامع الفتح يحتل عمق المشهد العام. أو يتصدر مقدمته. فالكاميرا لا تبرح محيطه. تصور الشباب الذي تجمع أمامه يصر علي مساندة الشرطة والجيش. ويهتف ضد الإرهاب ويطالب بالانتقام. بدأ حظر التجوال والمعتصمون يصرون علي عدم الخروج. المرتزقة من أنصار الجماعة اغتالوا أبناء الشرطة. هاجموا الأقسام. مثلوا بالجثث. اغتالوا أبرياء.. وبداخل الجامع جثث وجرحي. وفي "رابعة" و"النهضة" عثروا علي جثث متعفنة. ومتفحمة. وبقايا جرائم تشهد علي أننا عشنا أياماً كالحة السواد علي يد الجماعة بالغة الإجرام. صادرات قناة "الجزيرة" من الأكاذيب للعالم الغربي. تجعلها جزءاً فاعلاً من المؤامرة الكبري التي حيكت ضد مصر.. والأكاذيب لم تدحضها بعد الحقائق التي يعلمها المصريون الذين يخوضون الحرب ضد الإرهاب. مطلوب تصدير الصور والمشاهد والمعارك المسلحة التي خاضها "الجيش الحر" الذي مولته "الجماعة" وجلبت له عناصر إرهابية من حماس وأفغانستان وسوريا. هذه المواد المصورة لابد من تصديرها فعلاً عبر مكاتبنا الإعلامية في الخارج.. وعلي كل مصري يعيش بعيداً عن بلاده أن يحمل "للآخر" ما يفعله الإرهاب المدعوم من أمريكا والغرب في مصر وشعبها.