لم يكن اللواء محمد ابراهيم هو أول وزير داخلية لمصر يتعرض لمحاولة اغتيال غادرة من جانب الإرهابيين، وبالقطع لن يكون آخر من يتعرضون لذلك،..، فقد سبقه علي هذا الطريق وزراء داخلية آخرين، كان آخرهم وأقربهم للذاكرة اللواء حسن أبوباشا وزير الداخلية الأسبق في التسعينيات من القرن الماضي. والقراءة السريعة للحادث الذي تعرض له الوزير في الحادية عشرة من صباح أمس في مدينة نصر أثناء توجهه من منزله إلي الوزارة، يؤكد بما لا يدع مجالا للشك، أن هناك ترتيبا مسبقا ومراقبة واختيار الموقع الجريمة، ونوعية المادة المتفجرة وقوتها التدميرية، وهو ما يستوجب الحذر والانتباه. والملابسات المحيطة بالحادث تؤكد أننا أمام جماعة إرهابية حسمت أمرها، وقررت ممارسة جرائم الغدر والقتل لكل المصريين سواء في ذلك الوزراء والمسئولين أو عموم المواطنين عقابا لهم علي رفضهم الخضوع للجماعة والانصياع لحكمها. لقد أصبح واضحا أننا أمام جماعة إرهابية تمارس العنف وترتكب أبشع الجرائم لإشاعة الفوضي ونشر الانفلات والرعب في ربوع البلاد، وتسعي لتحويل مصر إلي ساحة للقتل وسفك الدماء، تهدف للقضاء علي سلطة الدولة وجر البلاد إلي هاوية التفكك والانهيار. وإذا ما أضفنا إلي ذلك جرائم الإرهاب المستمرة والمتكررة في سيناء، ومسلسل القتل الغادر والخسيس الذي يتعرض له ضباطنا وجنودنا من رجال الأمن والقوات المسلحة كل لحظة هناك، وما يتم من استهداف جبان لكل رموز سلطة الدولة في سيناء، لوجدنا أنفسنا أمام حقيقة واضحة ومؤكدة، تقول إننا في مواجهة مؤامرة إرهابية متكاملة المعالم تستهدف أمن مصر القومي وسلامتها الوطنية. لقد بات واضحا أننا أمام جماعة إرهابية فقدت عقلها نتيجة فقدها لكرسي الحكم، وأنها قررت الانتقام من مصر كلها، وإشاعة الخراب والدمار فيها. وفي ظل هذا الجنون لم يعد أمامنا من وسيلة للدفاع عن الوطن وعن أنفسنا غير المواجهة الشاملة والجادة والحاسمة، وتطبيق القانون ضد كل من يهدد أمن الوطن وسلامة الدولة.