لماذا لا تعيد الحكومة المصرية العلاقات المقطوعة مع سوريا اليوم وليس غدا؟. الحكومة الحالية من المفترض أنها نتاج ثورة يونيو وتعبر عنها، قطع العلاقات تم من قِبَل حكومة المعزول الذي كان يسهل نشر الإرهاب وتثبيت قوائمه في المنطقة، وإرسال المرتزقة الإرهابيين لتدمير بلد عربي عريق، الحكومة الحالية يجب أن تصلح ما أفسده مرسي. قطع العلاقات تم في إطار دعم الإرهاب الذي دمر أكثر من نصف سوريا وشرد مليونين من سكانها، من المهم أن يكون لمصر سفارة في دمشق وسفير طبيعي يتابع اختفاء هذا البلد العظيم العريق، أتمني ألا يحدث ذلك، ولكنني أري تحالف الأشقاء علي سوريا وتقديم الجامعة العربية الغطاء القانوني والسياسي للإجهاز علي ما تبقي من سوريا، من خلال ما تابعناه وشاهدناه يمكن القول إن الثورة أكذوبة، ما من ثوة حقيقية ترتكب هذه المجازر وتدمر الجامع الأموي في حلب والسوق المغطي ومئات الآثار التي تنتمي إلي مختلف العصور في هذا البلد الذي شهد حضارات عريقة متوالية، مجموعة من العصابات الإرهابية مدعومة من قطر وفتاوي القرضاوي تدمر أجمل وأعرق بلد عربي باسم الثورة. الثورة لها أساليب أخري وطرق أخري إنسانية وأخلاقية، إنني حزين علي الجيوش العربية التي دُمرت العراقي والليبي والتي تُدمر وتستهدف، أتيح لي أن أعيش معارك الجبهة السورية خلال حرب أكتوبر. كنت في الخطوط الأمامية من جبل الشيخ إلي درعا جنوبا، وأحمل للجنود والضباط أجمل الذكريات، حاربوا بشجاعة وبروح عروبية حقيقية، ومنذ بدء استهداف سوريا بهذه الثورة التي تحيط بها أسئلة كثيرة وعلامات استفهام، والجيش السوري يتآكل، إلا أنه مازال يقاتل دفاعا عن سوريا الوطن وليس النظام، للنظام أخطاء جسيمة، حسابها ليس تدمير الجيش السوري تماما ومحو الدولة وتقزيمها، إنني أشك في كل ما قيل عن استخدام الكيماوي، بل هناك دلائل علي استخدام هذه القذائف من العصابات الإرهابية للتسريع بالإجهاز علي ما تبقي من سوريا الدولة، تقسيم سوريا مقدمة لتقسيم الدول الأخري كلها. إنها سايكسبيكو أخري، ولكن التنفيذ يتم عبر الإرهاب. عودة السفير المصري حدث يتسق مع اللحظة الخطيرة التي نمر بها جميعا، كما أنه موقف أخلاقي وتاريخي. الموقف المصري نبيل، أعلنه القائد العام للجيش، لا مشاركة ولا تنسيق في عمل أجنبي ضد سوريا، أتمني أن يعلن السفير نبيل فهمي عودة السفير المصري، سوريا تضيع؟ أرجو ألا يتم ذلك، لكن يجب أن تؤكد مصر من خلال موقف واضح جدا أنها لن تؤذي التاريخ أو الجغرافيا.