الكل في مصر.. كل المخلصين والوطنيين والعروبيين الذين يقدرون دور مصر التاريخي ومكانتها الاقليمية والدولية وتأثيرها في مجريات الامور في الوضع الدولي هبوا اليها، لدعمها معنويا ومساندتها بعد أن ادركوا وتاكدوا أن بشائر الاستقرار بدت تلوح في الافق، وأن خطوات بناء المؤسسات تتم طبقا لخارطة الطريق التي وضعت، وأن الرئيس المؤقت، والحكومة تخطو خطوات حثيثة نحو الاستجابة للارادة الشعبية. فقد حرص عميد الدبلوماسية العالمية الامير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي علي زيارة مصر لتأكيد دعم بلاده لها ووقوف خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وحكومته والشعب السعودي مع الشعب المصري، بجانب مشاركته في اجتماع وزراء الخارجية العرب، اذ حرص علي الاعلان امام العالم كله علي استمرار الدعم السعودي في كافة المجالات للشقيقة مصر. لنفس الهدف وفي نفس الوقت جاء الي مصر الفريق أول الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلي للقوات المسلحة، ليجدد دعم دولة الإمارات العربية المتحدة للشعب المصري وخياراته في تحديد تطلعاته ومتطلباته الوطنية، وليؤكد أن وقوف الإمارات بجانب أشقائها نابع من انتمائها العربي، ومن سياساتها الوطنية والقومية والإنسانية، القائمة علي السلام والأمن والتسامح والمحبة. ونقل رسالة الي المستشار عدلي منصور الرئيس المؤقت، مفادها أن توجيهات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الامارات دولة تتمثل في توفير الدعم لمصر وشعبها، ومساندتها في الحفاظ علي استقرارها وأمنها وسلامتها، وتسخير كافة الإمكانيات للنهوض باقتصادها، إيماناً منه بأن مصر القوية والمستقرة هي قوة ودعامة لنهضة العالم العربي والأمة الإسلامية. لقد جاءت زيارة سعود الفيصل والفريق محمد بن زايد لمصر تعبيرا عن الاهتمام الكبير من بلديهما بالوضع في مصر، ولاقت كل الاستحسان والتقدير والامتنان من الشعب المصري، الذي يكن للبلدين الشقيقين كل محبة وتقدير. وهناك من وقف مع الشعب المصري من بعيد، ولكن صوته كان ملء السمع والبصر والفؤاد، ففي سابقة نادرة خصص الشيخ الجليل عبد الرحمن السديس خطيب وامام الحرم المكي خطبة الجمعة كلها لمصر وشعبها، داعيا اياهم الي الحكمة والاستماع الي صوت العقل. وكم خصص الشيخ الجليل الدعاء خلال شهر رمضان وغير رمضان ان يحل الامن والاستقرار علي مصر وان يؤلف قلوب المصريين وان يحفظها من كل مكروه وسوء. اننا نقدم الشكر والتقدير لكل من ساندنا ووقف بجانبنا في هذا الوقت العصيب الذي نمر به.