سيادة الفريق إيهاب مميش رئيس هيئة قناة السويس خرج علينا مساء أمس الأول في تصريح تليفزيوني أعلن فيه أن حادث اطلاق مقذوف علي سفينة حاويات صينية تحمل علم بنما أثناء مرورها في المجري الملاحي لقناة السويس ما هو إلا عمل فردي هرب صاحبه بعد أن فعل فعلته والمجري آمن والحركة لم تتأثر وكله زي الفل بإذن الله. لا أدري لماذا وصف الفريق مميش الحادث بأنه فردي.. هو حد لا سمح الله قال إنه جماعي نسبة إلي جماعة الإرهابيين التي تعيث في الأرض فسادا و خصوصا أرض سيناء المباركة، أو حد لا قدر الله قال إن دولة معادية حطت بقواتها علي ضفاف القناة و جنودها هم الذين أطلقوا المقذوف، والله أعلم إن كان آر بي جي و لا نوعه إيه.. محدش قال أي حاجة من دي يا سيادة الفريق.. فهل تهدف من تصريحك بأنه حادث فردي أي أن صاحبه فرد واحد هو الوحيد الذي فكر فيه وجهز عدته ونفذه، حتي لو كان كدة فعلا فقد هرب ولم يقبض عليه ومعني ذلك أنه ممكن ينفذه تاني.. وإذا افترضنا أن هذا الفردي وراءه عقل جماعة إرهابية يبقي مسلسل ضرب السفن في القناة بدأ و ربنا يستر. الأهم أن سيادة الفريق صرح أيضا بأن دول العالم يهمها أمن القناة وتأمين المجري الملاحي.. أي أن سيادته فسر بعد الجهد الماء بالماء .. طيب ما ده شيء عارفينه كلنا ونسلم به، المشكلة يا سيادة الفريق موقف بعض دول العالم اللي بالأحري »تتلكك« لنا في حالة تكرار الحادث لا قدر الله وحدوث تداعيات أكبر تؤدي إلي تعطيل الملاحة، ساعتها سيتهمون مصر بأنها غير قادرة علي توفير الحماية لسفنهم العابرة وقد يطلبون بكل أدب وممكن »بقلة أدب« أن تترك لهم المهمة وطبعا سيادتك عارف معني طلب زي ده. سيادة الفريق لا أحملك المسئولية المباشرة لحماية المجري الملاحي في قناة السويس ولكنك تنسق مع الجهات المسئولة عن ذلك وكنت قائدا للقوات البحرية وتعرف كل ثقب في بحار مصر وشطآنها وضفافها وحادث مثل ضرب السفينة الصينية يجعلنا نطالبك أنت وهذه الجهات بمزيد من الإجراءات و تكثيف الرقابة علي ضفاف القناة و بذل المزيد من الجهد.. أصلها مش ناقصة القناة كمان.. كفاية اللي بيحصل في سيناء.
اللواء محمد ابراهيم وزير الداخلية كان ضيفا علي قناة »سي بي سي« مساء السبت الماضي، و الحقيقة أنه جذبنا نحن المشاهدين إلي الانصات له علي مدي حوالي ساعتين أوضح فيها كثيرا من الحقائق الغائبة خاصة يوم إطلاق النار عند المنصة قبل عشرة أيام من فض الاعتصام عندما أكد أن التشكيل المكلف بكوبري أكتوبر لم يكن معه سوي قنابل غاز و رصاص مطاطي لا يسبب الموت و أكد براءة رجال الداخلية من دماء أكثر من سبعين لقوا حتفهم هذا اليوم. الوزير كان بسيطا، متواضعا للغاية مؤمنا بقدره حتي لو تعرض للاغتيال قائلا سوف يأتي بعدي من ينفذ نفس السياسة والاستراتيجية واقترب أكثر من المشاهدين وهو يقول مازحا أظل في المكتب أحيانا 42 ساعة في اليوم ومن المؤكد أن أهل منزلي سيطردونني.. جعل الوزير البساط »أحمدي« في حواره مع خيري رمضان و كأنه في جلسة بين أفراد أسرته أو أصدقائه المقربين إلي أن خرجت من لسانه معلومة كان لابد من حذفها قبل عرض الحديث الذي أعتقد أنه كان مسجلا.. قال الوزير إن نخنوخ أرسل له رسالة قال له فيها ابعت لي البلتاجي. المعلومة أثارت اللغط والقيل والقال حول شكل العلاقة بين وزير داخلية مصر وشخص مثل نخنوخ كلنا عارفين حكايته، و تساءل البعض: طبعا الرسالة مكانتش بالموبايل لأنه ممنوع علي المساجين طبقا للوائح السجون، إذن أرسلها مع ضابط مقرب له أي لنخنوخ و مقرب أيضا للوزير إلي حد أن الضابط الذي كان مفترضا أن يعتبر ما قاله نخنوخ من باب الدعابة لكنه اعتبره أمانة وقام بتوصيلها للوزير الذي أعلنها بكل بساطة. وأقول لحضرة الوزير بلاش تخلي البساط أحمدي قوي كده.. خصوصا في اللقاءات الصحفية والتليفزيونية. كلمات للمازني منذ سنوات طويلة علقت بذهني كلمات للأديب الكبير الراحل ابراهيم عبد القادر المازني يقول: ليس للخجل في الحياة سوي معني واحد أو نتيجة وهي أن الناس يتقدمونك وأنت متردد، ويدخلون وأنت واقف بالباب، و يملأون بطونهم وأنت جائع . قليل هم من مروا بحياتي ورأيت كلمات المازني مجسدة في شخصياتهم، لا أنسي ذلك الشاب الغض الذي جلس في المدرج الجامعي بين المئات من أقرانه و المحاضر يسألهم عن حدث بالأمس كان من المفروض أن يكون مانشيت صحف ذلك اليوم، أكثر من طالب رفع إصبعه طالبا الإجابة، التي كانت خطأ علي لسان ثلاثة من الطلبة تصدروا المشهد واستغرب صديقي من أخطاء الثلاثة حيث كان يعتبر الإجابة الصح بديهية و تردد في أن يرفع إصبعه حتي أجاب الطالب الرابع علي السؤال إجابة صحيحة فما كان من الأستاذ إلا أن طلب اسمه ووعده بالدرجة النهائية في امتحان نهاية العام. أسقط في يد صديقي الذي مازال حتي الآن يعيش مع كلمات المازني. ملحوظة : فرق كبير بين الحياء والخجل.. الحياء شعبة من الإيمان.. أما الخجل فقد يتحول لمرض نفسي.