تحت شعار التحضر وترشيد استهلاك الكهرباء وتخفيف الازدحام أصدرت الغرفة التجارية قرارا بتحديد مواعيد غلق المحلات التجارية في الثامنة مساء اعتبارا من يناير المقبل.. وفي التاسعة في فصل الصيف بما فيها محلات الهيبر ماركت التي تبيع سلعا أخري غير غذائية.. وبالطبع لقي القرار صدي طيبا لدي محافظتي القاهرة والجيزة ووزيري النقل والكهرباء وكأنه الحل السحري لتلك المشكلات متناسين تأثيره الاقتصادي السلبي علي أصحاب المحلات التجارية وحالة الكساد المتوقع لتجارتهم.. فقد اعتاد الناس علي الخروج مساء للتسوق ، وهي فترة ذروة النشاط في القاهرة التي لا تنام علي مدار الساعة.. القاهرة العامرة بمقاهيها ومتاجرها التي تجذب السائحين.. الشارع المضيء المزدحم بالبشر وحركة التجارة هو شارع آمن من اللصوص.. بينما تنتعش الجريمة في الظلام. ولا أظن أن الدوريات الراكبة- رغم زيادة أعدادها - بإمكانها تغطية المساحة الشاسعة لمحافظتي القاهرة والجيزة حتي تحكم قبضتها بالكامل علي أمن شارع خال من الناس. في حين أن بعض الأنشطة المسببة للازعاج من الأفضل تنظيم مواعيد عملها مثل الورش ومقاهي الأنترنت التي تستهلك أوقات الشباب.. فإذا كان الهدف ترشيد استهلاك الكهرباء فلماذا لا تبدأ الأحياء بإطفاء أنوار الشوارع المضاءة نهارا أو تضع وزارة الكهرباء شرائح جديدة ومرتفعة للاستهلاك التجاري لتجبر المحلات علي تخفيض الاضاءة. أما ازدحام المرور فأعتقد أن غلق المحلات مبكرا سيزيد الأزدحام لأن الجميع سيحاولون اللحاق بمواعيد المحلات، ومادام واجب الغرفة التجارية أن تحمي مصالح التجار فلابد من اعادة دراسة القرار واذا كان لابد من تحديد مواعيد لغلق المحلات فلتكن في الثانية عشرة مساء مراعاة للجانبين الأقتصادي والأمني..واذا أردت أن تطاع فأمر بالمستطاع لا تجعلوا القاهرة تنام مبكرا فهي عاصمة ساهرة!.