يدهشني موقف السياسي الشاب عمرو حمزاوي الذي أفرزته ثورة 52 يناير، فقد كان ينتظره مستقبل مشرق، لولا تخبط المواقف التي أصيب به، بعد موجة الثورة الثانية يوم 03 يونيو التي أزاحت كابوس الإخوان المسلحين من فوق صدور المصريين. حمزاوي كان مقرر الموضوع في مشروع قانون العزل السياسي الذي شرعه مجلس شعب الإخوان »المحلول« وكان يقضي بمنع قيادات الحزب الوطني »المنحل« من الاشتغال بالعمل السياسي، ورغم أنه ليس اخوانيا، ونجح كمستقل عن دائرة مصر الجديدة إلا أن نواب الإخوان استجابوا لطلبه في استثناء أعضاء لجنة السياسات بالحزب الوطني من العزل، لأنه كان عضوا باللجنة قبل قيام الثورة! وخلال حديثه كمقرر للموضوع كان يدافع دفاعا مستميتا عن مواده، وعن ضرورة عزل أعضاء الوطني.. وتغير موقفه بعد ثورة 03 يونيو ورفع شعار »المصالحة المصالحة« مع أعضاء الإخوان والحرية والعدالة، رغم انهم متهمون بنفس جرائم أعضاء الوطني المنحل، بل زادت جرائمهم بقتل المتظاهرين وغير المتظاهرين، وترويع الآمنين، وحرق مصر، ويدافع حمزاوي عن المصالحة مع الإخوان بنفس الحماس الذي كان يدافع به عن عزل الوطني. لست مع أعضاء الوطني المنحل، ولم ولن أدافع عنهم، ولكني مندهش من تحول حمزاوي الذي انتحر سياسيا بالوقوف بجانب قضية خاسرة، فشعار المصالحة براق، ولكنه لن »يزغلل« عيون المصريين. لولا »الحظاظة« والشعر الكنيش لحسبتك إخوانيا. أتمني أن تعود لصوابك.