طبقا لما نشرته- وتنشره- الصحف المصرية سواء القومية أو المستقلة أو الحزبية، فإنه من المقرر أن يكون يوم 03 يونيو مخصصا للتعبير عن الغضب، والمطالبة بالتغيير الجذري بعد ان كانت الفترة الماضية مليئة بالاحباطات والفشل في إدارة العديد من الأزمات سواء المحلية أو الدولية. وفي الواقع فإن في حرية التعبير عن الغضب به شيء من العلاج النفسي بدلا من الكبت الذي يؤدي حتما الي الامراض، لكن المشكلة الحقيقية تكمن في أنه اثناء التعبير عن الغضب تحدث الأخطاء العديدة مثل مهاجمة المواطنين الابرياء الذين هم في الواقع الامر يعانون من نفس المشاكل اليومية، وايضا يتم تدمير العديد من المحلات دون ذنب، وتحطيم السيارات وبعض الاحيان اشعال النيران بها، ومهاجمة قوات الامن ورجال الشرطة، ومهاجمة دور العبادة نتيجة افكار وأحكام وتصورات خاطئة!! هنا يكمن الخطر الحقيقي الذي يخشاه كل مصري مخلص لوطنه من حق أي انسان يشعر بالظلم أن يعبر عن غضبه بشرط الا يخطيء في حق نفسه، وفي حق أخيه المواطن.. وفي حق وطن، لذلك ايها الغاضبون أرجوكم أن تغضبوا ولكن لا تخطئوا عبروا عن غضبكم بأسلوب متحضر يشهد به العالم، إنكم ابناء واحفاد صناع الخلود بالحقيقة لا تتشبهوا بشعوب العالم الاخري التي تدمر كل ما يصادفه، فما يحدث في دول اخري لا يناسبنا اطلاقا، نحن لنا طبيعة خاصة في تعاملاتنا مع المشاكل الحياتية. انظروا الي موجات العنف في مجال كرة القدم مثلا التي انتقلت الينا-في غيبة من الوعي والحكمة- من بلاد إنجلترا وبلاد شمال أفريقيا!! اسلوبهم في التعامل لا يناسبنا إطلاقا. فليكن يوم 03 يونيو يوما مقدسا في عرض الاحتجاجات بصورة متحضرة، ونطلب من المسئولين ان ينصتوا جيدا لهذه الطلبات.. فإن كانت في متناول المسئولين أن يعالجوها بالحكمة والفعل لا بالكلام المرسل فليكن كذلك، وبذلك نجني ثمار غضبنا السلمي بتحقيق اكبر قدر من المصالح العامة لابناء هذا الوطن المقدس والمبارك. يا أخوة فلننظر الي مستقبل وطننا ولا ندمره بأيدينا، فلا يستطيع أحد أن يؤذي انسانا مالم يؤذ هذا الانسان ذاته. اذا من يقدر أن يؤذيك أيها الانسان المصري النبيل؟ والانسان الذي يرتفع فوق مرتبة الاذي، هو الذي له هذا واضح في الحياة. وما أكثر الاهداف النبيلة والقيم السامية التي ينبغي ان نتمسك بها في رحلة حياتنا علي الارض.. لا تتركوا للغضب موضعا في قلوبكم. بل تجاوزوا عن الشر بعمل الخير، وعوضا عن الشتيمة ننطق بالكلام الصالح.. فالإنسان الصالح من كنز قلبه الصالح ينطق بالمصالحات.. أرجو لا تعطوا آذانا للأصوات المستفزة والحاقدة التي تطلق الاتهامات والاحكام بجهل شديد.. مثلا »قتلانا في الجنة وقتلاهم في جهنم!! من هم ومن نحن؟« ايضا »استعدوا يا رجال.. فما اقرب النصر للمؤمنين«!! أيوجد مؤمنون وكفار؟ من يصدر أحكام الدينونة إلا الله- تبارك اسمه- الذي هو الديان العادل« أرجو ألا تستفزكم تلك الابواق الضعيفة الصادرة عن جهلاء وفاقدي العقل، وأنصتوا لصوت العقل والضمير حتي نحافظ- بالحقيقة- علي سلامة أراضينا وأرواح مواطنينا فهم الاب والام والاخ والأخت والابنة والحفيد والحفيدة والصديق والجار والزميل، فنحن جميعا- كما تقول د. نعمان أحمد فؤاد- مصريون قبل الأديان وبعد الاديان.. بالسلوك الحسن ننقذ الوطن من المتشنجين وأصحاب المصالح الشخصية.. فليكن دعاؤنا أن يحفظ الله سلامة وطننا وقوة أراضينا.. فأرض مصر مقدسة فلا يجب ان تراق عليها دماء.. إن كان الليل طويلا فلابد أن تشرق الشمس وتنقي ارضنا من الجراثيم والميكروبات.. يا ملك السلام!! أعطنا سلامك قرر لنا سلامك.. واحفظنا جميعا في سلامك.