نعم.. »اللي متغطي بالولايات المتحدة عريان«.. انها الحقيقة التي أصبح يؤمن بها العالم بناء علي التجارب العديدة التي شهدها التعامل مع هذه الدولة التي تحتل مرتبة دولة القطب الواحد.. إن مواقفها تتسم بالانانية التي تتحدد دوما أولا بمدي خدمتها لمصالح إسرائيل والصهيونية العالمية وثانيا بما يمكن أن تجني من ورائه من فائدة. وحتي لا يقال انني اتجني علي هذه السياسة الفاضحة الدالة علي أخلاقية أمريكا فإنني أذكر القاريء العزيز بموقف هذه الدولة من أعز أصدقائها وحلفائها علي مدي التاريخ الحديث. يأتي مثالاً علي ذلك انقلابها علي حليفها في آسيا رئيس دولة الفلبين »ماركوس« وإدارة ظهرها له بعد ان ظلت تؤيده في حكمه لهذا البلد بالحديد والنار والفساد لسنوات طويلة. ان نفس الشيء حدث مع شاه إيران الذي سبق أن عينته شرطياً مسئولاً عن أمن الخليج بما يضمن حصولها وحلفائها علي امدادات الطاقة البترولية. وعندما ثار الشعب الإيراني كان أول شيء فعلته واشنطن هو التخلي عن حليفها الشاة. وفي هذا المجال فإن الظروف لم تسمح لها باحتواء نظام الخوميني الذي استطاع أن يجني ثمار هذه الثورة الشعبية الإيرانية. جاء بعد ذلك الدور علي صدام حسين الذي كان حليفا قويا اوقعته المخابرات الأمريكية في كمين محاربة إيران ثم انقلبت عليه ليس بسبب غزوه للكويت البلد العربي فحسب وانما لأنه تجرأ وأطلق التصريحات التي تتضمن تهديد إسرائيل. من ناحية ليس غائبا بأي حال الدور الذي لعبته السي آي ايه في مؤامرة انفصال جنوب السودان ثم احداث ثورة تونس.. لتأتي بعد ذلك ثورة شباب مصر معلنة فشل واشنطن في أن يكون لها يد فيها.. مفاجأة هذه الثورة جعلتها تسعي إلي تغيير جلدها بسرعة من تأييد لمبارك إلي التواطؤ والتحالف ضده. أعقب ذلك ما حدث في ليبيا وما يتبعه من تداعيات مستمرة حتي اليوم وكذلك ما يجري حاليا في سوريا من مجازر. تبين بالبراهين أن أهم ما يشغل بالها أي أمريكا فيما يجري خاصة في مصر أكبر دولة في منطقة الشرق الأوسط هو ان تتوافر ضمانات أمن إسرائيل بما في ذلك تكريس عدوانها. جاءت الوساطة لإنجاح جهود توقيع اتفاق الهدنة بين إسرائيل وحماس بمثابة اختبار لتحقيق هذه الأهداف. بعد نجاح هذا التحرك اتجه المخطط الأمريكي إلي اعطاء فرصة للنظم المتأسلمة الحاكمة ليس حبا فيها ولكن من أجل أن تمارس سياستها واخطاءها ليجري لفظها شعبيا. لا جدال بل من المؤكد أن خطوتها القادمة عندما تتضح الأمور علي الساحة السياسية هو العمل علي اثبات مضمون المثل اياه »اللي متغطي بالولايات المتحدة عريان«.