الكاتب الصحفي فهمي هويدي كنت احترم كتاباته الموضوعية وتحليلاته بالرغم من اختلافي معه في بعض الكتابات خاصة عندما كان يكتب في جريدة الأهرام بطريقة دورية فقد كان كاتبا محترما مهما اختلفت معه.. ولكن في الفترة الأخيرة تغيرت كتابات الأستاذ هويدي واستشعرت انه يهاجم مصر من أجل الهجوم عليها وقد راجعت نفسي حيث حاول الاقتناع بأن له رأيا مخالفا واتجاها مختلفا وقد أشار البعض إلي أن الأستاذ هويدي أصبح متأثرا ببعض الاتجاهات المعادية خارج مصر ويراعي ذلك في كتابته دون اعتبار لصحة ذلك أو عدم صحتها في مصر. وأخيرا رأيت ما لا يكمن أن اصدقه وهو مقال له في جريدة الشروق حيث إنني كنت طرفا فيما أشار إليه باعتباري عضوا بالمجلس القومي لحقوق الإنسان فقد تمادي في اتهام الدولة ومجلس حقوق الإنسان بما ليس فيهم بل انه اصدر ما اسماه »فتوي« بأن هؤلاء كذابون ولا تصدقوا كلمة مما يقولون: أنا أعرف اتجاهاته السياسية ولذلك أقبل كلمة »فتوي« ولكن أن يذهب »بفتواه« بأنه إذا كان مسئولو حقوق الإنسان وقيادات الداخلية يضحكون معا فان ذلك علي رأي »فقهائه« تقاس بابطال شهادة العلماء والقضاء علي مجالس الظلمة فهذا ما لا اقبله. لقد أشار الكاتب المذكور إلي أنه رأي وفد المجلس برئاسة قاضي قضاة مصر السابق المستشار مقبل شاكر ورئيس جامعة سابق د.أحمد رفعت وكاتب هذا المقال وهو عميد سابق لكلية الحقوق ومجموعة من الباحثين في المجلس القومي لحقوق الإنسان واقفون في سجن قنا العمومي »011 سنوات« وعلامات السرور بادية علي وجوههم وأن أمامهم وقف أحد السجناء »جيء به« لكي يجيب علي اسئلتهم!! لقد كان مع الوفد مجموعة من الإعلاميين والصحفيين. يا أستاذ هويدي هذا الكلام جانبه الصواب فلم تكن مع الوفد لكي تقرر مثل هذه التصورات وأكثر من ذلك فقد صاحب الوفد مجموعة من الإعلاميين ومنهم مجموعة كبيرة من الصحفيين بل اكثر من ذلك كان عليك أن تتحري الدقة في كتاباتك وتسأل عن الحقيقة من مندوبة الصحيفة التي تكتب فيها وهي صحيفة الشروق قبل التهجم الذي يقلل من مصداقيتك ككاتب صحفي له تاريخه. ومن ناحية أخري جاء في تعقيبك علي البيان الصحفي الذي أشار إلي تفقد الوفد للأنشطة في المجالات الثقافية والتعليم وأوجه الرعاية وبرنامج التأهيل وكفالة حقوق السجناء وان إدارة السجن تقوم بواجبها »كاملا« وركزت علي »كاملا« دون أن تذكر من قريب أو بعيد أي مخالفات أو احداث في هذه الزيارة تدل علي أن هذه الإدارة لاتقوم بواجبها كاملا!!!! وأشار الكاتب الصحفي إلي ما ذكره الوفد من انه تفقد التدريب المهني وورش السجن من نجارة وصناعة بلاط وسجاد يدوي وكذلك المخبز والمطبخ وتهكم علي ذلك بأن قال إن هذه الزيارة استهدفت تبييض صفحة وزارة الداخلية وتجميل صورها من خلال استخدام المجلس المصري لحقوق الإنسان وبعض اعضائه وأن البطل الحقيقي كان وزارة الداخلية وأن المجلس القومي لحقوق الإنسان قام بجولة عائلية للداخلية. استاذ هويدي ما تم ذكره هو ما رأيناه حقيقة وما المانع في أن تكون وزارة الداخلية من أهدافها اصلاح السجون وكما رأينا من هذه الزيارة وكان لابد من الاشادة بذلك خاصة أن الوفد قام بسؤال السجناء عن الشكاوي والمعاملة وغير ذلك من حقوق المسجونين دون تدخل من رجال الداخلية ورجال مصلحة السجون وهم أبناء مصر بل أؤكد لك أن هناك ارتياحا كبيرا من السجناء ولا اعتقد أن هناك ترتيبا مسبقا يقوم بإنشاء ملاعب رياضة وعيادات طبية كاملة ومطابخ وافران ومراكز تدريب مهني من أجل الزيارة ولذا فإن هذا في حد ذاته تقدم كبير في مجال السجون المصرية. استاذ هويدي لقد كنت أقدر كتاباتك الموضوعية ولكن الهجوم من أجل الهجوم علي ابناء مصر فلا اعتقد انه صحيح فوزارة الداخلية التي تقوم بواجبها من خلال أبنائها المصريين هي وزارة الداخلية المصرية وليست وزارة داخلية اجنبية مثل إيران أو غيرها. استاذ هويدي لا يحق لكاتب باسمك أن يعمم اتهامات أو يتحدث عن العموميات ويلقي جزافا بالاتهامات والتحريض علي الدولة ورجال مصر دون دلائل وإذا أشرت من أول المقال ثم في آخره إلي فقهائك الذين تتبعهم فهم فقهاء غير مصريين ويستهدفون تشويه صورة مصر.. ومن ناحية أخري فإنني لا اقبل اتهاماتك وسأقوم ببحث ملائمة مقاضاتك أمام القضاء المصري وكذلك رئيس تحرير الجريدة بعد أن استطيع التخلي عن فكرة أنك كنت كاتبا موضوعيا تهدف في انتقاداتك إلي صالح مصر ومعتمدا علي وقائع حقيقة وليس علي دوافع غير مصرية.. ان زيارة المجلس القومي مهمة هدفها اصدار تقرير شامل عن حالة السجون لادراجه في التقرير السنوي للمجلس والذي يذكر بموضوعية وشفافية ويسجل بلا تحفظ ما يراه من سلبيات وايجابيات. وجدير بالذكر أن المجلس القومي لحقوق الإنسان الذي يستند في معايير إنشائه لبروتوكول باريس 3991 يعد استبيانات توزع علي السجناء ويتم مناقشتها معهم بصفة سرية أثناء الزيارة نحصل من خلالها علي شهادتهم عن حالة السجن والسجناء من واقع استبيانات دولية وما تنص عليه الأدلة الدولية المتعارف عليها. وعندما تسمح الداخلية بعد فترة توقف أربع سنوات ونصف السنة باستثنائنا لزيارتنا التفقدية ونجد تصورا ايجابيا فإن اغفاله خلل حتي وان لم يرضي غرور الاستاذ هويدي.