مشروع ترعة سيناء اصبح سراباً كان من الضروري التعرف علي أسرار تأخر عجلة التعمير في سيناء طوال العقود الماضية ولم يكن ذلك ممكنا الا باللجوء لبعض الشخصيات التي شغلت منصب المحافظ وقد فاجأنا اللواء علي حفظي محافظ جنوبسيناء السابق بقوله انه كان هناك اتجاه سياسي لتعطيل تنمية سيناء في السايق . وقال انه مما يدعو للتساؤل انه كلما توافرت خطط ومشاريع من جانب الشعب او الجهاز المحلي يتم مقابلة ذلك باهمال وعدم وجود ارادة سياسية مشيرا الي ان مشروع توشكي علي سبيل المثال، كان المفروض ان يوجه التمويل الضخم الذي خصص له لتنمية سيناء وحذر حفظي من خطورة الفراغ الامني والسكاني والزراعي الذي تعاني منه سيناء مطالبا بضرورة دوران عجلة الانتاج ، والبدء فورا في استكمال المشروعات التي بدأت منذ التسعينات مثل مشروع وادي التكنولوجيا وشرق التفريعة وخليج السويس ، مع تشجيع الاعمار السكني وقال انه لن يتأتي هذا الا بعد توافر الاستقرار الامني او ليتم العمل بالتوازي في فرض الامن جنبا الي جنب مع تحقيق التنمية البشرية علي ارض سيناء من خلال رؤية متكاملة للامن و التنمية. ومن جانبه يري اللواء هاني متولي محافظ جنوبسيناء الاسبق ان جنوبسيناء تعتبر عامل جذب للتنمية في جميع المجالات الاقتصادية والزراعية والسياحية الا أن التنمية لم تتحقق لغياب الارادة السياسية وغياب الامن وفي الفترة الاخيرة تعيش سيناء في حالة من الفقر بسبب غياب الامن التام مما اثر علي السياحة وتوافد السياح الي جنوبسيناء. فسيناء من أفضل المناطق التي تتمتع بمناخ جاذب ومشجع للاستثمار الزراعي، نظرا لوجود مشروع ترعة السلام والذي يعد من اهم مشروعات التنمية العملاقة حيث يتم نقل مياه النيل عبر الترعة الجديدة إلي شبه جزيرة سيناء لتحقيق التوسع الزراعي الأفقي في مساحة 400 ألف فدان شرق قناة السويس و220 ألف فدان غرب قناة السويس، بهدف إقامة مجتمع زراعي تنموي جديد يساهم في تدعيم قدراتنا الزراعية بزيادة الإنتاج الزراعي وخلق مجتمعات عمرانية جديدة جاذبة للسكان. وأضاف أن سيناء تمتلك المناخ المناسب وتوفر أشعة الشمس علي مدار السنة وبذلك يمكن إنتاج النباتات الطبية في الوقت الذي يغطي فيه الجليد أرض أوربا وغيرها من البلاد التي تستورد أنواعا كثيرة منها التنمية ا لزراعية من جانبه قال اللواء عبد الفضيل شوشة محافظ سيناء الاسبق ان التنمية في سيناء تتم من خلال عدة محاور اساسية مثل التنمية الزراعية والثروة السمكية وطالب بالإسراع في تطبيق سياسة زراعية صحيحة تستهدف التوسع في الانتاج الزراعي وعمل ممرات للتنمية في ارض الفيروز بما يحقق بعداً اجتماعيا واقتصاديا وسياسيا لأهل مصر بشكل عام والمواطن السيناوي بشكل خاص تجنبا للزيادة في عدد السكان وارتفاع أسعار الغذاء عالميا والتضخم وارتفاع معدلات البطالة..وأشار الي أن المنطقة الشمالية من شبه جزيرة سيناء تصلح لزراعة أصناف عديدة من محاصيل الخضر والفاكهة. ويقال أن تلك المحاصيل السيناوية تغزو الوادي حاليا ويعد الزيتون أحد أهم المحاصيل التي يمكن زراعتها في سيناء. ويعد الزيتون السيناوي أفخر أنواع الزيتون في العالم. ولكن للتوسع في زراعته نحتاج الي عصارات ضخمة لانتاج زيت الزيتون البكر. ولكن مشكلة تلك العصارات أنها تعمل موسميا في أوقات معينة فقط. وتظل باقي إلعام دون عمل في انتظار المحصول الجديد. وبالتالي يتحمل المستثمر هذا التوقف في العمل من ميزانية مشروعه المالية. كما أن البلح السيناوي يمكنه أن ينافس نظيره العراقي في كل مجالات انتاجه. سواء الحفظ أو التعبئة أو اي من العمليات الانتاجية الأخري. وشدد علي ضرورة اقامة مجتمعات صناعة زراعية في هذه المناطق أيضا لتصنيع نواتج الأرض المختلفة تكون قريبة من أماكن الانتاج. وهذا لن يتأتي أيضا الا بتوافر الموارد المالية أيضا. ووسائل التخزين الجيدة التي تعطي قيمة مضافة عالية. اما المحور الثالث والخاص بالتعدين، فقد أكد اللواء محمد شوشة محافظ شمال سيناء أن تنوع الأراضي في شمال سيناء من صلبة وصحراوية وكثبان رملية أدي إلي تميزها بأنها قارة كاملة من الثروات وهذه التكوينات الطبيعية تسمح بوجود المواد الحجرية ذات الاستغلال الاقتصادي التي تكفي للصناعات لمدة أكثر من 100 سنة. وحول محور السياحة، أكد محافظ شمال سيناء الاسبق اللواء محمد شوشة أن سيناء تتميز بوجود ساحل بطول 220 كيلو مترا المستغل منه 10٪ فقط، مما يعطي أفقا كبيرة في مجال السياحة خاصة الفندقية واستثماراتها الجديدة لتستمر السياحة طوال العام. وأشار شوشة إلي أن محافظة شمال سيناء حصلت علي أحسن وأنقي جو في العالم العام الماضي، لانها تتميز بمناخ جيد ونقي لمدة 9 شهور في العام وهذا التميز يعني قيام منتجعات وفنادق سياحية. وبالنسبة للمحور الأخير وهو التنمية البشرية، قال المحافظ الاسبق إن عدد سكان محافظة شمال سيناء يبلغ 425 ألف نسمة.