مشروع الحكومة الجديد لتحويل منطقة السويس من مجرد »محصل« الي ميناء ضخم لإستقبال الحاويات من كل مكان وهو مايعني طفرة إقتصادية تدفع بعجلة الإقتصاد الي الأمام. مشروع تأخر طرحه وتنفيذه لحساب موانيء أخري قريبة بسوء نية من النظام السابق، فلا يخفي علي أحد أن قيام ميناء كبير في منطقة السويس سوف يؤثر بلا شك علي ميناء" جبل علي" في دبي وكذلك علي" ميناء العقبة" في الأردن والتي يعلن القائمون عليه صراحة ودون مواربة انه بديل للمرور في قناة السويس، وبدلا من ان نسعد بتفكير الحكومة في مثل هذا المشروع الذي يحول مجري قناة السويس ليصبح مركزا عالميا لتقديم الخدمات اللوجستية للسفن العابرةمما يساهم في مضاعفة الدخل القومي ويزيد دخل القناة من خمسة مليارات دولار الي مائة مليار دولار خلال عشر سنوات، ناهيك عن توفير فرص العمل وزيادة الأستثمار المباشر الأجنبي، وتقليل العجز التجاري بالموازنة العامة، وهو ماسيخلق تجمعا صناعيا تلتف حوله كل المشروعات الأخري التي تساهم في تنمية كل مصر، فلا يخفي علي أحد أن قناة السويس هي المصدر الثالث للدخل القومي ومن الممكن ان تصبح المصدر الأول لو تمت كل هذه المشروعات بعيدا عن جوقة "العويل، ! قناة السويس هي أهم شريان مائي للتجارة العالمية بين الشرق والغرب، ببساطة مصر تمتلك أهم ممر مائي في العالم ورغم ذلك تصر فرقة "الندابين"علي العويل والرفض لأهم مشروع تنفذه مصر في عصرها الحديث بعد السد العالي، وبالطبع لأن اصحاب المشروع ينتمون للتيار الإسلامي، وعندما جاء اليابانيون الي مصر لمثل هذا المشروع وتم تطفيشهم بسبب نجل المخلوع الذي طلب سمسرة! تباكي حينها كل الذين يرفعون شعارات الرفض الآن! ولم لا.. فأي جهة ولوحتي بوذية تقوم بهذا المشروع مرحبا بها ولكن لا للإسلاميين! اي منطق هذا واي حديث عن الأمن القومي رغم أن قناة السويس هي خط الدفاع الثالث والاخير لمصر، وهو مايستدعي الإهتمام بها وتنميتها، مصر احق ان تكون اولي دول العالم في وجود ميناء قناة السويس الأكبر والأضخم والذي يلبي إحتياجات النقل البحري، والصين يتصدر ميناؤها »شنغهاي« اهم مواني العالم، بينما يتصدر ميناء بورسعيد المرتبة الواحد والثلاثين! الصين وحدها لديها سبع موانيء تدر ذهبا لها، بينما تحتل "دبي"المرتبة السادسة، مصر مكانها الطبيعي هو المرتبة الأولي وهذا لما حباها الله من موقع جغرافي إستراتيجي لم يحسن إستخدامه حتي الآن بدعاوي عجيبة، ولقد اعلنت الحكومة انه لا تمليك لآي مستثمر أجنبي او مصري بل حق الإنتفاع وهوما يسد أيه ثغرات يخشي منها البعض، ولو هناك تصور افضل فليتقدم صاحبه لتستفيد منه الدولة، كفانا هدما وتقريظا لكل مشروع تتقدم به الحكومة لمجرد انها تضم كوادر مصرية مسلمة. لن نحقق رفاهية للمواطن المصري مادام بقي هذا الإرهاب من قوي المعارضة، فبدلا من إنصراف المسئول للعمل يظل يدافع عن نفسه وسياسته، وهو مايهدر الطاقات والرغبة في العمل، مطلوب إعطاء فرصة لمثل هذه المشروعات حتي تتم بعيدا عن العويل الذي اصبح سمة من سمات حياتنا وباعثا للكآبة، . وكما وصف الدكتور جمال حمدان خطوط الدفاع الإستراتيجية لمصر بقوله :هناك ثلاثة خطوط دفاعية أساسية محددة بوضوح كامل، تتعاقب من الشرق الي الغرب من الحدود حتي القناة علي الترتيب، الخط الأول قرب الحدود ويكاد يوازيها، الثاني خط المضايق من السويس الي البردويل والثالث والأخير هو قناة السويس نفسها، وكل خط من هذه الخطوط هو بمثابة "خط حياة: لمصر. هكذا وصف العلامة جمال حمدان، وعندما تأتي إرادة سياسية بالإهتمام بخطوط الحياة هذه لابد من الثناء عليها لا الوقوف امامها وإتهامها بكل الإتهامات الباطلة، والحقيقة هذا المشروع سوف يغير من وجه حياة المصريين وهو مايسبب قلقا لآخرين يعلمون جيدا تأثير هذا المشروع علي موانيهم، فيجندون اتباعهم لمعارضة مشروع تنمية محور قناة السويس الذي نعده سدا عاليا آخر يفيض بالخير علي المصريين،. دعوه يعمل دعوه يمر.