استمرار المسلسل "غمض واضحك" السائد هذه الأيام تأتي حملة الترشيد التي أطلقتها وزارة الكهرباء أخيرا وبطلها المواطن رشدي راشد رشدي.. الحملة تربط الترشيد بالفاتورة وهذا صحيح نظريا لكن ما يحدث في الواقع بعيد عن ذلك تماما فشكاوي تضخم الفواتير لا حصر لها والزيادات في الأسعار "علي ودنه" وفق مقولة الفنان الكوميدي الراحل توفيق الدقن. أسعار الكهرباء تحركت خلال الشهور الأخيرة مرتين بقدرة قادر تنفيذا لمتطلبات إلغاء دعم الطاقة وفقا لروشتة صندوق النقد الدولي وحتي نحصل علي القرض الموعود.. ارتفعت الأسعار مرة في ديسمبر 2012 وفي شهر يناير التالي له مباشرة تحركت مرة أخري ويتردد أنها سترتفع للمرة الثالثة في يوليو القادم. كان من الممكن أن تتغاضي الحملة "العبقرية" عن وجيعة الفاتورة وتركز علي الهدف القومي لترشيد الطاقة بوجه عام حفاظا علي حقوق الأجيال القادمة رغم أنها أسطوانة مشروخة.. لكن الجهبذ صاحب الفكرة أصر علي اللعب بورقة الفاتورة في الوقت والظرف غير المناسبين. قبل أن نتحدث عن الترشيد لا بد من انتظام الخدمة والشفافية في إعلان الانقطاعات وأسبابها بدلا من ساعة الظلام الاجبارية حتي قبل ذروة فصل الصيف.. عليها الانتظام في إصدار الفواتير بدلا من تأخيرها لشهر أو شهرين ثم إصدار فواتير مدمجة لتحميل المواطن عبء فارق أسعار الشرائح.. وعندها لن تكون وزارة الكهرباء في حاجة لحملات تكلفها الكثير في وقت تصرخ فيه من نقص في السيولة.. الحملة إياها تطالب المواطن باستخدام اللمبات الموفرة التي من المفترض أن تباع مدعومة للمواطن وهذا حق لكنها واقعيا موجودة علي الورق فقط وأتحدي أن يجدها المواطن بالسعر المدعم. الحسنة الوحيدة لحملة رشدي راشد رشدي أنها تذكرنا بالعلامة المصري الدكتور رشدي راشد الفيلسوف وعالم الرياضيات الأستاذ المتفرغ في المركز القومي للأبحاث العلمية في فرنسا والذي شغل حتي عام 2001 رئاسة مركز تاريخ العلوم والفلسفات العربية في باريس.. كما أشرف علي موسوعة "تاريخ العلوم العربية" التي صدرت في لندن ونيويورك. حرف ساخن: موقف اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية تجاه إعادة الضباط الملتحين يستحق التأييد وإذا حدث غير ذلك سنجد من يطالب بزي شرطي عبارة عن جلباب قصير وسروال وسنجد من يطالب بشرطة مسيحية وقد نجد من يطالب بشرطة مودرن شورت وفانلة وكاب.