كنا نأمل أن يأتي اليوم الخامس والعشرين من ابريل وبعد واحد وثلاثين عاما من تحرير سيناء وعودتها إلي حضن الوطن في عام 2891، ونحن نحتفل بالعديد من المشروعات العمرانية والانتاجية التي أقمناها عليها، في ظل خطة شاملة لتعميرها وتنميتها كي تصبح وبحق مجتمعا عمرانيا حديثا جاذبا للسكان، بما يضمه من المشروعات الزراعية والصناعية والتنموية المتكاملة، والتي تتيح فرص العمل للأجيال الشابة من أبناء مصر. وكنا نتمني في هذا اليوم أن تكون سيناء منطقة جاذبة وواعدة بالأمل لكل المصريين الراغبين في الاستثمار الناجح في مجالات التعدين، والبترول، والبتروكيماويات، والصيد، والزراعة، والانتاج الحيواني وما يقوم علي ذلك كله من صناعات رئيسية وصناعات مغذية، فضلا عن التجارة، والمشروعات السياحية. ولكن للأسف لم يتحقق ذلك، لقد اكتفينا بالكلام بدلا من الفعل، واحترفنا الحديث عن تعمير سيناء، بدلا من القيام بتعميرها، وأعلنا أكثر من مرة عن البدء في التعمير والتنمية الشاملة لسيناء، ومضت الأعوام عاما بعد عام، دون أن نفعل شيئا ملموسا علي الأرض، عدا بضعة مشروعات قليلة لا تغني ولا تسمن من جوع،..، وهذا تقصير شديد في حق الوطن وأمنه القومي. أقول ذلك مؤمنا بأن تعمير وتنمية أرض الفيروز وفق خطة قومية شاملة ومدروسة، وبرنامج زمني محدد، هو واجب وطني وقومي تحتمه ضرورات الأمن القومي المصري، بالاضافة لكونه ضرورة اقتصادية وتنموية لمصر، إذا ما أردنا لها الانطلاق إلي المستقبل الأفضل القائم علي تنمية اقتصادية وعمرانية متكاملة وصحيحة. وفي كل الأحوال، علينا أن ندرك أننا لا نملك الحق في الاحباط أو اليأس أو التخلي عن الأمل، لذلك لابد أن نتحرك للأمام، ونبدأ في خطوات جادة لتنفيذ الخطة الشاملة لتعمير وتنمية سيناء، وتحويلها فعلا وعملا إلي منطقة جاذبة للإقامة والاستثمار، وتنعم بالأمن والأمان، بكل ما يتطلبه ذلك من فرض لسلطة الدولة، وردع حاسم لكل المحاولات الجارية الآن لتحويلها إلي بؤرة للتطرف والجماعات المتطرفة والخارجة علي القانون. فهل يتحقق ذلك؟!