نوال مصطفى ظاهرة لافتة ألاحظها أنا وغيري كثيرون هذه الأيام. نشاط مكثف ومحموم من رجال الشرطة محوره الأساسي هو ضبط السيارات المخالفة التي تقف صفاً ثانياً ثم كلبشتها بسرعة شديدة. يحدث هذا في الاحياء الراقية بشكل محدد ومقصود وكأن مشكلة مصر الآن هي السيارات التي تقف في الممنوع. ويقوم الونش بالوقوف أمام الأماكن التي يرتادها المواطنون لقضاء حوائجهم الأساسية مثل دفع فاتورة المحمول أو شراء طعام جاهز أو إجراء سحب بنكي، لأنهم يضطرون إلي الوقوف لدقائق معدودة صفا ثانيا، وعند عودتهم يفاجأون بأن سياراتهم "مكلبشة". بالطبع يسارع صاحب السيارة بالبحث عن رجال الشرطة الذين كلبشوا سيارته ويدفع صاغراً الغرامة وقدرها أربعون جنيهاً، وبعدها يتم فك الكلبش ويتنفس المواطن الصعداء. يحدث هذا في الوقت الذي تقف فيه الميكروباصات في مواقف عشوائية، وتغلق شوارع بطولها مثل شارع التحرير بالدقي وشارع الجلاء بوسط البلد وغيرهما الكثير، كما يحدث هذا والكثير من السيارات تسير في عكس الاتجاه دون رقيب أو حسيب. يحدث هذا أيضاً والتوك توك غير المرخص يقطع شوارع العاصمة بكل بجاحة وبلطجة، ولا نجد ضابطا أو أمين شرطة يتصدي بحسم لأي من هذه المهازل المرورية!. أما عن التثبيت علي الطرق الدائرية وسرقة السيارات وغيرها من الجرائم التي تملأ شوارع القاهرة والجيزة بالفوضي العارمة فلا تجد من يردعها أو يوقفها حفاظاً علي أمن وسلامة المواطنين. ما المقصود إذن بالتركيز علي الكلبشة، هل لجمع المال بأسهل الطرق من جيوب المواطنين ميسوري الحال والمهذبين الذين لا باع لهم في البلطجة ولا مقاومة السلطات أم لأن هيبة الشرطة اقتصرت علي الأحياء الراقية و وجدت ضالتها المفقودة مع الناس المحترمين المثقفين الذين يدفعون بهدوء؟. مشهد مضحك فعلاً هذا الذي رأيته وأراه يومياً عندما يتوقف الونش وينزل أحد أفراد الشرطة متعقباً أصحاب السيارات وكأنه يصطاد فريسته وما أن يتوقف صاحب السيارة أمام محل ويترك سيارته حتي يركض فرد الشرطة نحو السيارة بخفة وبدون ضجيج ويقوم بكلبشة السيارة بسرعة ويعود صاحب السيارة ليصطدم بالحقيقة المرة وهي أن سيارته مقيدة بالكلبش. كان في الماضي يصدر الونش تحذيراً للسيارات بميكروفون قبل أن يقوم بالكلبشة أما الآن فيحرص علي أن يتم الأمر في هدوء تام وفي لمح البصر!.