لأول مرة لا أحزن بسبب مخالفة مرورية تم تحريرها ضدي، العكس تماماً، هو الذي حدث. في البداية شجعت نفسي وقلت: زيك زي غيرك »يا واد« اخطف رجلك وهات ما تريد، بسرعة من »الماركت«، والسايس سوف يقوم باللازم بتحريك السيارات التي تقف صف ثاني، وأنا منهم. وطمأنت نفسي بأنه لا يوجد عسكري مرور واحد ولم أعد اسمع سارينة ونش المرور منذ الثورة. لم استغرق وقتاً طويلاً وعدت لأجد السيارة قد تم كلبشتها »يا إلهي« بهذه السرعة، وذهبت مبتسماً لضابط المرور الذي بدأ في تحرير المخالفة لي.. فرد علي ابتسامتي بابتسامة، واعتذار مصحوب بضرورة تحرير المخالفة، ودفع الغرامة الفورية لفك الكلابش. دفعت صاغراً، وبدأت احسبها بيني وبين نفسي، وواءمت بين الضرر المادي الذي أوقعت نفسي فيه، وبين المردود الايجابي لعودة شرطة المرور تدريجياً للسيطرةعلي شوارعنا التي تحولت الي سيرك كبير.. بالتأكيد سنكون جميعاً رابحين. لا أريد أن أعيش في دور المدرس في حصة المطالعة الرشيدة، واتحدث عن اشياء لاوجود لها في ارض الواقع. مصر سوف تتغير فقط بارادتي، وارادتك، وبتحويل الشعارات إلي واقع ملموس.. وألا نكتفي بالكلام بدون افعال.