ما احلي التضرع والخشوع والابتهال الي الله في سكون الليل وما اجمل عبوديته والناس نيام وتتقرب الي الله وتكون اكثر قربا اليه بلا حوافز ولا قيود ولا انشغال بالحياة.. وما احسن الدعاء الي الله بالتكبير والتسبيح والدعاء والاستغفار وترتيل القرآن وتدبر اياته وصلاة القيام بالليل وصلاة الفجر التي يشهدها الله وملائكته. في الليل ينزل ربنا الي سماء الدنيا نزولا يليق بجلاله ليستجيب لكل تائب وكل مستغفر قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: »ينزل الله الي السماء الدنيا كل ليلة نزولا يليق بجلاله حين يمضي ثلث الليل الاول فيقول: انا الملك.. انا الملك من ذا الذي يدعوني فاستجيب له؟ من ذا الذي يسألني فاعطيه من ذا الذي يستغفرني فأغفر له فلايزال كذلك حتي يضيء الفجر«.. ولذلك قال الحق تبارك وتعالي في كتابه العظيم: »اقم الصلاة لدلوك الشمس الي غسق الليل وقرآن الفجر ان قرآن الفجر كان مشهودا« »الاسراء 87« الله يأمرنا بالصلاة وتم تكليف نبينا المصطفي بالصلاة في رحلة الاسراء والمعراج اثناء عروجه الي السماء وكانت اول صلاة يؤديها النبي كانت صلاة الظهر وهذا يفسر لنا الاية اقم الصلاة لدلوك الشمس وهذا الدلوك والزوال يبدأ من وقت صلاة الظهر والعصر والمغرب والعشاء حتي غسق الليل ثم صلاة الفجر وهذه الصلاة المكتوبة هي الفريضة التي لا تسقط علي المسلم لان فيها ولاء لله والايمان به وتوحيده وعبادته وحمده وشكره خمس مرات كل يوم.. والصلاة تشمل كل اركان الاسلام من بداية التشهد والتوحيد بان لا اله الا الله محمد رسول الله وفي الصلاة صيام عن الاكل والشرب والبعد عن الشهوات في اثناء ادائها وفي الصلاة زكاة بالوقت الذي تضحي به من اجل الصلاة فكأنها زكاة وفي الصلاة حج لاننا نتوجه فيها الي الكعبة الشريفة الي بيت الله الحرام والنبي الكريم علمنا كيف نقيم الصلاة وكيف نصلي بقوله الكريم لنا: »صلوا كما رأيتموني اصلي«. يسألني المؤمن لماذا ذكر الله عز وجل قرآن الفجر ولم يقل صلاة الفجر؟!.. فأجيبه والله أعلم ان قرآن في الفجر يعني صلاة الفجر فالقرآن جزء من كل صلاة الفجر.. وقرآن الفجر تنظيم من الله لصلاة الفجر حيث يكون الليل ساكنا ومعظم الناس نيام فيقوم المحسنون العابدون الحامدون والمخبتون والمؤمنون من النوم لقيام الليل وصلاة الفجر ويمتثل البعض منهم بأسوة رسول الله الحسنة حيث كان يقرأ في ركعتي الفجر »قل يا ايها الكافرون« و»قل هو الله احد«.. قالت عائشة رضي الله عنها ان النبي صلي الله عليه وسلم قال: »ركعتا الفجر خير من الدنيا وما فيها« وقال ايضا: »لهما احب الي من الدنيا جميعا« كما قال صلي الله عليه وسلم: »اذا صلي احدكم ركعتي الفجر فليضطجع علي يمينه«. ومن فضائل صلاة الفجر ان الله عز وجل وملائكته الاطهار يشهدون صلاة الفجر.. يجتمع الحرسان من ملائكة الليل وملائكة النهار فيصعد بعضهم ويقيم البعض الاخر ما بين صلاتي الفجر والعصر »الصلاة الوسطي«. قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: »يتعاقبون فيكم ملائكة الليل وملائكة النهار ويجتمعون في صلاة الفجر وفي صلاة العصر فيعرج الذين باتوا فيكم فيسألهم ربهم وهو اعلم بهم كيف تركتم عبادي فيقولوا اتيناهم وهم يصلون وتركناهم وهم يصلون«. وعن حرص الرسول الكريم صلي الله عليه وسلم علي صلاة الفجر قالت عائشة رضي الله عنها: لم يكن النبي صلي الله عليه وسلم علي شيء من النوافل اشد تعاهدا منه علي ركعتي الفجر.. كما قالت ايضا: ان النبي صلي الله عليه وسلم كان يصلي ركعتين خفيفتين بين الاذان والاقامة من صلاة الصبح وعن حفصة رضي الله عنها ان رسول الله صلي الله عليه وسلم كان اذا اذن المؤذن للصبح صلي ركعتين خفيفتين. فاحرص ايها المسلم علي صلاة الفجر حتي يشهد لك الملائكة يوم الحساب ويستغفروا لك طوال حياتك. اللهم اعني علي ذكرك وشكرك وحسن عبادتك امين يا رب العالمين.