يقول تعالي: «أقم الصلاة لدلوك الشمس إلي غسق الليل وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودا، ومن الليل فتهجد به نافلة لك عسي أن يبعثك ربك مقاما محمودا» (الإسراء: 87 -79). تفسير الآية: يأمر الله تعالي نبيه محمدا- صلي الله عليه وسلم - وأمته من بعده بإقامة الصلاة تامة، في أوقاتها من أول ميلان الشمس وقت الظهر إلي آخر الليل، فيدخل في ذلك صلاة الظهر والعصر والمغرب والعشاء، إضافة إلي صلاة الفجر. وسميت قرآنا لمشروعية إطالة القرآن فيها أطول من غيرها، ولفضل القراءة فيها، حيث شهدها الله، وملائكة الليل وملائكة النهار. أما عن الليل، فالصلاة في سائر أوقاته نافلة وتطوعا للنبي - صلي الله عليه وسلم - وجميع المؤمنين، فصلاة الليل زيادة في علو القدر ورفع الدرجات، وهي شرف المؤمن، فبقيام الليل ينال محمد - صلي الله عليه وسلم - المقام المحمود مقام الشفاعة العظمي. حين يتشفع الخلائق، بآدم، ثم بنوح، ثم إبراهيم، ثم موسي، ثم عيسي، وكلهم يعتذر ويتأخر عنها، حتي يستشفعوا بسيد ولد آدم ليرحمهم الله من هول الموقف وكربه، فيشفع عند ربه فيشفعه، ويقيمه مقاما يغبطه به الأولون والآخرون، وتكون له المنة علي جميع الخلق.