أنا مثل الملايين لم أعد أفهم أي شيء، ولخص مشهد إعادة محاكمة الرئيس السابق حسني مبارك كل شيء في الوضع المجنون في بلادي، وكان معبراً لدرجة كبيرة عن حالة انقسام ربما تكون طبيعية، وربما تكون مصطنعة ولكنها في النهاية تعبر عن مؤشر خطر قادم بكل شر يمكن أن نتوقعه! تخيلت أن الأحوال وقد انقلبت، وأن الذي يحكم البلاد هو الرئيس السابق حسني مبارك، وأن الذي يتم محاكمته ويقف في قفص الاتهام هو الرئيس الحالي محمد مرسي، أسمع وأشاهد وأقرأ كل يوم اتهامات مباشرة له من كل نوع، ووصل بعضها إلي درجة التخوين! تخرج الاتهامات عن دائرة الصراع السياسي وتدخل بها في خانة أخري كنت أتمني أن يتوجه أصحابها إلي رفع دعاوي مباشرة أمام القضاء لإثباتها والتحقق منها، خاصة بعد أن وصلت إلي قول مسئول سابق بالمخابرات بأن هناك من يحد من نشاط الجهاز الأمني الوطني الملتزم، ويقف ضد إعلان من هم وراء مقتل الجنود المصريين في سيناء، كما يمنع الجيش من تصفية بؤر الإرهاب في سيناء، ويتحايل من أجل توطين الفلسطينيين في غزة، ويعمل علي بيع قناة السويس لقطر، إضافة إلي ما قاله صحفي طاعن في السن أيضا بأن جماعة الرئيس قد تحالفت مع أمريكا لإشعال الفتنة الطائفية بهدف تقسيم مصر! أنا عن نفسي لا أفهم سبب صمت جماعة الإخوان ولا جماعة الرئاسة عن كل تلك الاتهامات، وكنت أتمني أن يتم ملاحقة أصحاب كل هذه الادعاءات ومواجهتهم بالقانون، كما أتعجب من أن يكيل له مسئول سابق بالمخابرات من الاتهامات الكبري التي لو كان صقورنا في هذا الجهاز قد علموها ما سمحوا له بأن يترشح إلي منصب الرئاسة! لا أحب هذا الوضع الضبابي الملتبس.. فهناك اتهامات يجب حسمها وهناك شائعات يجب توضيح صحتها، وأنا عن نفسي كمواطن مصري أعطي صوته للرئيس الحالي محمد مرسي أطالبه بأن يرد مباشرة علي كل الاتهامات التي تطاله، وأن يظهر للناس ويصارحهم بحقيقة ما حدث وما يحدث! نريد المكاشفة.. المصارحة.. ثم المصالحة فليس في عمر مصر الكثير من الوقت سواء كانت هذه الاتهامات صحيحة أو كاذبة لأن غياب كل ذلك يحقق نفس النتيجة.. سقوط مصر!