من أهم دعائم وركائز أي نجاح أو تميز في مجال الصحافة بشكل خاص والإعلام بشكل عام هو التصدي للقضايا الشعبية والشجاعة والجرأة والمصداقية ودقة المعلومات الموثقة. ويدخل ضمن هذه المسئوليات الإيمان بأن من حق القاريء أو المشاهد أو المستمع ان يعلم حقيقة الامور التي تمس حياته ومستقبل الوطن الذي ينتمي إليه. تعلمنا هذه المباديء من استاذينا مصطفي وعلي أمين »رحمهما الله« رائدي الصحافة المصرية الحديثة وكلها كانت انعكاسا تطبيقيا وميدانيا لما درسناه اكاديميا في قسم الصحافة بجامعة القاهرة.. ما كان من الممكن اكتساب الخبرة والولاء لمهنة صاحبة الجلالة الصحافة دون ان نكون تلاميذ في مدرسة أخبار اليوم التي تخرجت فيها كل الخبرات الصحفية الناجحة في عالم صحافة الكلمة المكتوبة علي المستوي المحلي والعربي. هذه السيطرة القائدة لمهنة الصحافة كانت موقوفة منذ الخمسينيات لمؤسسة أخبار اليوم بالنسبة للخبر الصحفي والتحقيق الصحفي والتنوع في الاهتمام بالقضايا والمشاكل التي تهم الناس. في هذا المجال اقول انني ومن واقع تلمذتي للراحلين مصطفي وعلي أمين وكذلك الراحلان جلال الحمامصي وموسي صبري فإن الانفراد الصحفي بالخبر الصادق هو أحد الاعمدة الاساسية للانطلاق الي قمة التفوق في خدمة القاريء والاستحواذ علي ثقته. ولقد ظلت أخبار اليوم ومازالت تتمتع بالحيوية والخبرة في تدريب وتخريج العديد من الكفاءات الصحفية الشابة التي تعتز وتفخر بانتمائها لهذه المدرسة. ورغم المتغيرات والمستجدات علي الساحة فمازالت هذه المدرسة تحتفظ بريادتها وتميزها رغم عمليات استهدافها وما قد نتعرض له من أزمات وصدمات. ان ما يؤكد هذه الحقيقة تلك الشهادة الصادرة من المركز الاعلامي العربي الذي يرأسه الكاتب والمفكر السياسي والاجتماعي البارز الصديق الدكتور مصطفي الفقي لصالح جريدة »الأخبار« الذي يرأس تحريرها واحد من ابناء اخبار اليوم هو الزميل محمد حسن البنا.. جاء في هذه الرسالة التي تلقاها الزميل أحمد سامح رئيس مجلس إدارة اخبار اليوم وهو ابن آخر من أبناء هذه المؤسسة العريقة .. تضمنت مايلي: »باسمي وباسم زملائي اعضاء مجلس ادارة »المركز الاعلامي العربي« الذي اتشرف برئاسته، يسعدني بأن اطلعكم علي قرار المجلس الذي قرر تكريم جريدة »الأخبار« والتي يري المركز انها أفضل جريدة صباحية علي الساحة. يعود الفضل في ذلك الي الحس الصحفي الذي يتمتع به رئيس تحريرها الكاتب الكبير الاستاذ محمد حسن البنا وفريق العمل معه. ولاشك ان السياسة الحكيمة التي اتخذتها ادارة المؤسسة في رعاية الكوادر الصحفية كشفت عن مواهب جديدة أصبح لها عطاء علي صفحات الجريدة«. تعقيب: ان ما جاء في رسالة د. الفقي ما هو إلا إقرار بأن »الأخبار« الصحيفة اليومية التي تصدر عن مؤسسة »أخبار اليوم« مازالت تواصل مسيرتها وريادتها الناجحة في خدمة رسالتها الصحفية رغم كل المصاعب والتحديات.