يخطئ من يتصور أنه يستطيع إشعال فتنة بين طرفي الأمة فمهما حدث لن ينقطع الرباط الذي صار شريانا يعطينا سرالحياة. فالمسلمون والمسيحيون نسيج واحد قولا وفعلا ولن تنجح ضربات الغادرين في محو العلاقة التي ضربت جذورها علي مر السنين. ورمال سيناء شاهدة علي الدماء الزكية التي ارتوت بدماء المسيحيين قبل المسلمين لتحرير الأرض والدفاع عن كرامة مصر. لن أتحدث عن المعاناة والشقاء الذي نعيشه معا بل تعودنا اقتسام الحلوة والمرة ولن ينصلح حال الوطن بالفرقة والتشرذم. فستظل مصر بتكاتف أبنائها الأقباط والمسلمين تسطر علاقة خاصة وقيما نبيلة تجمعنا علي المحبة والسلام. لدينا ذكريات في الطفولة والصبا مع أصدقاء مسيحيين تزاملنا معهم في الدراسة والعمل ولم ينتبه أحد يوما للتفريق بين مسلم ومسيحي. ولا تظهر تلك النبرة إلا في الأزمات والفتن التي يفتعلها المستفيدون من خراب البلد وتفكك الأمة. شرارة كان يمكن وأدها في مهدها. فما حدث في الخصوص يحدث يوميا في كل الدنيا لكن لن تهدأ نار المتربصين فسعيهم ليل نهار للاصطياد في الماء العكر وجاءت الفرصة للبلطجية والمخربين ليهاجموا جنازة شهدائنا الأقباط.؛ أي دين وأية أخلاق تسمح بفعل تلك الموبقات. ما حدث أمام الكاتدرائية بجلالها وقدسيتها يندي له جبين كل غيور علي البلد ولايليق بنا كمصرييين رؤية الأماكن المقدسة تتعرض لمثل تلك الأفعال التي لاتخرج إلا من مجانين يرون لذة ومتعة في الوقيعة. لكننا لن نسمح أبدا بذلك. فالفتن تلاحق بعضها آخرها الحرب المشتعلة والتي يقودها قلة لإفساد العلاقة بين الشقيقة قطر. فعلمي بالقطريين محبتهم لمصر وترابها وكل ما يقال عن بيع مصر لقطر نفاه القطريون قبل المصريين. ومع احترامي لما قدمه باسم يوسف في الأوبريت الرائع قطري حبيبي الذي أبكانا علي حال مصر واقتصادها إلا أننا لا نلوم القطريين بل نحاسب أنفسنا ونري إخفاقاتنا. فقد جاء باسم بحرفيته وغيرته ليوقظ أحاسيسنا وينزل دموعنا علنا نستيقظ لنصحح المسار ونتحرك قبل فوات الأوان. فالخسارة لنا ولأولادنا فهل نستيقظ لتدور عجلة الإنتاج وتتحرك تروس المصانع ؟ ولا أري مبررا للتصعيد الإعلامي لتشويه العلاقة بين الأشقاء ولأ أري سببا للهجوم الصارخ للإعلامي القطري الذي يعاير مصر بأقراص الطعمية فقد أكلها وعرفها في مصر التي علمته الصحافة. لكنني أهمس في أذنه أن يهدأ فشيوخه الذي يحاول انتزاع ضحكاتهم لن يرضوا عن هذا، فلا يتسرع، فحكماء قطر يعرفون قدر مصر التي تقدرهم. أم أنه تناسي جنازيرمن حاول التطاول عليهم فأجلسوه في بيته. ويحاول الآن استغلال الظروف لإشعال الفتن. فلن تستطيع أنت وغيرك إحداث الفتنة. وستظل العلاقة المصرية القطرية دليل التواصل والحب والاحترام. اكتب عن الإريتريين أحسن لك.؛