أعلنت الحكومة البريطانية امس ان جنازة رئيسة الوزراء السابقة »مارجريت تاتشر« الملقبة ب »المرأة الحديدية« ستقام يوم الأربعاء القادم علي ان يقام القداس في كاتدرائية »سان بول« في لندن وسط المراسم العسكرية. وكان قصر باكينجهام أعلن ان الملكة »إاليزابيث« وزوجها الأمير فيليب دوق أدنبره سيحضران الجنازة. ونشأت تاتشر في وسط متواضع وانتخبت نائبة عندما كانت في الرابعة والثلاثين من عمرها قبل ان تتولي رئاسة حزب المحافظين في 1975 ثم رئاسة الحكومة بعد أربع سنوات من ذلك. عرفت تاتشر بأنها محافظة متشددة وليبرالية الي ابعد حدود ومناهضة شرسة للاشتراكية- الشيوعية ومن كبار المشككين بالمشروع الأوروبي ومعارضة للحركة النسائية لكنها تبقي بشكل خاص من عظماء القرن العشرين. واعتبر مراقبون ان تاتشر "كانت ثورة غيرت وجه بريطانيا"، لكنها قسمتها بعمق ايضا بين 1979 و1990. وكانت اول سيدة تتولي رئاسة الوزراء لمدة قياسية في القرن الماضي بحيث حكمت لثلاث ولايات تأرجحت خلالها شعبيتها بين القمة والحضيض. وانقسم الرأي العام بشأنها بين الاعجاب الشديد والكره الدفين. وكان أقرب اصدقائها الرئيس الأمريكي رونالد ريجان الذي رفعت معه العلاقات المميزة عبر الأطلنطي الي أعلي قممها. وكان »الرجل الثاني« في حياتها بعد زوجها بحسب كاتبي سيرتها. ووصفت تاتشر الزعيم الجنوب افريقي »نيلسون مانديلا« ب»الإرهابي« في حين كان الديكتاتور التشيلي »أوغستو بينوشيته« يلقي استحسان في نظرها لأنه تبني نظريتها الإقتصاد وموقفها في جزر فوكلاند المتنازع عليها بين بريطانيا والأرجنتين. وقطع رئيس الوزراء »ديفيد كاميرون« زعيم حزب المحافظين التي كانت تتزعمه تاتشر في الماضي جولة كان يقوم بها في اوروبا للدفاع عن خطته لاصلاح الاتحاد الاوروبي وعاد الي لندن، في حين توالت ردود الفعل المعزية. وأجمع قادة العالم علي ان تاتشر التي توفيت امس الأول عن 87 عاما كانت »شخصية سياسية كبيرة« طبعت القرن العشرين.