" اللي بيته من إزاز ما يحدف الناس بالطوب "... هو المثل المصري الدارج الذي ينطبق تماماً - في رأيي- علي الدكتور محمد البرادعي رئيس وكالة الطاقة الذرية السابق الذي شهدت فترة رئاسته للوكالة غزو العراق . قبل أيام اعتصم العديد من شباب حزب الدستور لصاحبه البرادعي اعتراضاً علي أسلوب إدارة الدكتور للحزب... طالب الشباب بضرورة إجراء انتخابات داخلية بالحزب لاختيار كوادره بطريقة ديمقراطية ... صدع بها أدمغتنا الدكتور البرادعي صبح مساء منذ إنتخاب الدكتور محمد مرسي رئيساً لمصر في أول انتخاب حر مباشر لاول رئيس مدني يحكم البلاد والعباد ربما من أيام العصر " الطباشيري " فترة ما قبل التاريخ... رفع شباب الحزب شعار " ارحل " في وجه الدكتور الذي صدر لهم " الطرشة "... ودن من طين وأخري من عجين . تحضرني الاية الكريمة " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ... كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لا تَفْعَلُونَ . قال الإمام الطبري شيخ المفسرين... " لم تقولون القول الذي لا تصدقونه بالعمل... فأعمالكم مخالفة لأقوالكم "كبر مقتا.." عظم مقتا وكرها عند ربكم قولكم ما لا تفعلون... والمقت شدة الكراهة . الآية وإن نزلت في قوم قالوا إنهم لو علموا أحب الأعمال إلي الله تعالي لعملوا بها... فلما علموا ذلك لم يعملوا فوبخهم الله تعالي بهذه الآية، فهي كذلك بعمومها تدل علي كل من يعد ولم يف بوعده... أو يأمر بمعروف ولا يأتيه أو ينهي عن منكر ويأتيه. جاء نفس المعني في قول الله تعالي " أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ " وقوله تعالي عن نبي الله شعيب عليه السلام "وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَي مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ... إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ الإِصْلاَحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلاَّ بِاللّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ " أنها لا تعمي الابصار... لكن تعمي القلوب التي في الصدور... التي أغلقت أقفالها الا علي دعوة الغير الي الرحيل... والرحيل بهم أولي... إنها أحدي نوادر السياسة المصرية المعاصرة التي علمنا ومازال إياها الدكنور البرادعي وجبهة " الإفلاس " التي أبعد ما تكون عن " الإنقاذ ".