أسرة مصرية أبتسم لها الحظ وتحققت بعض امنياتها بعد حملة » الأخبار« بعد نشر الحلقة الاولي من الحملة يوم 10 مارس تحت عنوان " بؤساء تحت خط الفقر (1) " جاءت الاستجابات الينا، واتصلت بنا شخصية عربية كبيرة طالبا بيانات الحالات التي تم نشر قصصها للتبرع لهم، وبالفعل تم اعطاؤه البيانات وصور البطاقات، وتبرع بمبلغ 5 آلاف جنيه لثلاث حالات، وذلك بشيك محرر باسم كل حالة، ورفض ذكر اسمه حفاظا علي عدم ضياع " الاجر والثواب " وحصلت الاخبار علي الشيكات وقامت بتسليمها لأصحابها، ورصدت فرحتهم بها. كما قامت سيدة اعمال قطرية بتبني نفس الحالات التي تم نشرها في نفس الحلقة وحصلت من الاخبار علي عناوين المواطنين وذهبت اليهم، وبمجرد ان دخلت الي الشارع الذي تسكن فيها الحالات بسيارتها الفارهة، التف عدد من المواطنين حولها، ثم دخلت الي غرف هؤلاء المواطنين، وعند رؤيتها لحالهم ذرفت عيناها بالدموع، متسائلة هل مازال هناك بشر يعيشون هذه الحياة غير الآدمية؟ وعلي الفور طلبت من مدير اعمالها اعطاءها الاموال، وقامت بتوزيعها عليهم، وسألتهم عما يحتاجونه من مستلزمات المنزل، ولكن حياءهم منعهم من طلب اي شيء، ولكنها لاحظت بعينيها ما تحتاجه غرفهم، وانتهت الجولة عند ذلك، ورفضت التصوير واحترمنا وجهة نظرها في ذلك، وقررت بعدها ان تشتري جميع الاجهزة الكهربائية لكل حالة من ثلاجة وغسالة وبوتاجاز وغيرها من المستلزمات المنزلية.. كما قررت ان تساعد الاسر التي ليس لديها »مياه« في تركيب عداد مياه لهم لحمايتهم من الامراض والاوبئة.. كما قام مواطن رفض ذكر اسمه بالاتصال للتبرع لحالات الحلقة الثانية من الحملة والتي نشرت بعنوان " اطفال منسيون " لكنه رفض ان تصطحبه اثناء تبرعه، وطلب منا فقط البيانات والعناوين، وبالفعل ذهب اليهم وقام بإعطائهم اموالا وشراء بعض المستلزمات لهم. كانت بداية جولة الاستجابات في تمام الساعة العاشرة والنصف حيث ذهبت »الاخبار« الي المكان الذي يقطن فيه عم عبد المنعم وليلي وسيدة لتخبرهم بأن هناك في المجتمع من يشعر بعذابهم وآلامهم واحزانهم، وان هناك من تعاطف مع قصصهم، وقرر ان يخفف عنهم آلامهم.. هذه الاسر الفقيرة التي عاشت اكثر من 40عاما تحت رحمة الفقر والذل مازالت تشكر الله علي نعمة الستر والصحة وتدعو الله ليل نهار ان يفرج الكرب ويزيح الغمة ويفتح لهم ابواب رزق جديدة تساعدهم علي ان يعيشوا حياة آدمية.. وعند مدخل لا يتجاوز اتساعه 4 سنتيمترات يقودنا الي غرف متناثرة يسكنها مواطنون يعيشون تحت خط الفقر، حوائطها متهالكة وجدرانها آيلة للسقوط يسكنها اناث لا تربطهم بالحياة سوي " الانفاس " يعيشون فيها كالاموات، الفئران والحيوانات والحشرات تشاركهم الحياة في هذه الغرف التي لا يتواجد بها سوي »بمرتبة« ودولاب وكنبة، الشمس لا تعرف طريقها الي هذه الغرف، الامراض والاوبئة متوطنة فيها، هذه " الطرقة " الضيقة هي المدخل الرئيسي لمنازل هذه الغرف المنعزلة عن العالم الخارجي تماما.. احلام سكان هذه الغرف بسيطة لا تتعدي الرغبة في حياة آدمية.. اثناء ذهابنا الي المكان الذي تقيم فيه الثلاث اسر تساءلنا ماذا ستفعل هذه الاسر الفقيرة عندما يعلمون اننا جئنا اليهم هذه المرة حاملين الخير لهم.. قلنا انهم سيفرحون كثيرا وسيقومون بشراء احتياجاتهم الضرورية وقال بعضهم انهم سينتقلون الي مكان آخر يستطيعون التنفس فيه والاستمتاع بحرارة الشمس.. وعندما وصلنا الي مكان اقامتها دخلنا في الممر الضيق وامام مدخل الغرفة هناك " كنبة " يجلسون عليها ويتحدثون عن احوالهم وليس لهم علاقة بما يحدث في البلاد، فكل ما يهمهم هو " لقمة العيش ".. واسفل هذه الكنبة تسكن القوارض والحشرات.. دخلنا ونظرنا الي هذه الغرف التي تبوح بآهات واَلام الفقر وتكشف عن مدي المعاناة التي يعيشها قاطنو هذه الغرف.. الحمام المشترك مازال بدون باب وبدون ماء وجراكن المياه فارغة و"التشت " والجردل " تعيش حولهما " الصراصير " " والنمل ".. اقتربنا اكثر الي غرفة عبد المنعم فوجدنا الباب "مواربا.. فناديناه.. فقال من؟.. قلنا نحن من جريدة »الاخبار« فجاء مسرعا مرحبا وفتح الباب وقام بإحضار الشاي وعندما اخبرناه بأن هناك شخصية عربية قدمت له مساعدة 5 آلاف جنيه ادمعت عيناه وقال انا مش عاوز حاجة غير الستر واني اموت وانا بكرامتي ".. وشكر الله علي نعمة الستر وقال: انه سيقوم بنقل اسرته الي غرفة اخري تدخلها الشمس فإنه لم تر حجرته الشمس منذ 40عاما هذا وقد قدمت له شخصية اخري قطرية مبلغا من المال يساعده علي ان يحيا حياة طيبة، وتكفلت بشراء كل ما تلزمه الغرفة التي يعيشون فيها من اجهزة كهربائية وغيرها.
ملابس جديدة ليلي هي الأخري تسكن في غرفة لم تدخلها الشمس منذ مايقرب من 30عاما استقبلتنا بدموع ممتزجة بالفرحة والامل والسعادة فكانت تدعو الله ليل نهار علي ان يرزقها لتحيا حياة كريمة.. قدمنا لها ايضا شيكا ب5 آلاف جنيه المقدم من نفس الشخصية العربية، وايضا قد ساعدتها الشخصية القطرية بمبلغ مالي كبير.. قالت ليلي إنها ستقوم بمحاولة التقديم علي توصيلة المياه من الشركة.. وبشراء ثوب جديد لها بدلا من الملابس القديمة التي لم تشتر غيرها منذ زواجها وستقوم بشراء 2كيلو لحمة وانها ستقوم بإنارة الحمام والطرقة الصغيرة وانها ستدفع ديونها تحكي ليلي قصتها فتقول انها تزوجت في هذه الغرفة منذ30عاما وكانت تعيش مع زوجها وتساعده وتشد من ازره وتقدم له كل فروض الطاعة رغم الحياة الصعبة التي يعيشانها.. "مياه الحنفية " لم تزر هذه الغرفة منذ30عاما وكان اعتمادنا علي " جراكن" المياه من المنزل نقوم باستخدامها في الطبخ والاستحمام والاغراض الاخري. " الحمد لله علي كل شيء " بهذه الكلمة ختمت ليلي كلامها وراحت عيونها تدمع وتسبح لله بحمده ونعمته.
فراولة زعلانه فرغم ان الاستجابات كانت كثيرة واصحاب القلوب الرحيمة اتصلوا بالاخبار واخذوا عناوينهم وبياناتهم لمساعدتهم.. الا انهم تعرضوا لمضايقات ايضا عقب النشر، تمثلت في الاستهزاء بهم بعد نشر صورهم وقصصهم في الاخبار، وحالة " فراولة " هي خير دليل علي ذلك فرغم ان فاعل خير اتصل بالجريدة واخذ عنوانها واعطاها مبلغا ماليا الا انها "زعلانة" والسبب ان صاحب العقار حذرها من نشر قصتها في الجرائد ومنعها من الوقوف في الشارع "بقفص" الجرجير .. هذا ما "ازعج فرولة " ولكن الخبر السار الذي اخرجها من هذه الحالة انه مازال هناك اناس في المجتمع يشعرون بمرارة الفقر.. فقد قدم لها فاعل خير مبلغا من المال وقرر ان يساعدها في استخراج بطاقة رقم قومي لها كما وعدها بأنه سيقوم باستخراج شهادة ميلاد لابنها عبد الرحمن.. كل هذه الاحلام ستتحقق وستغير حياة فرولة الي نعيم.. فهل ستتغير حياة فراولة ام انها ستظل كماهي؟.. وابنها الاصغر عبد الرحمن قال لنا ان حلمه بأن يكون ظابط شرطة سيتحقق بعد استخراج شهادة ميلاد له والالتحاق بالمدرسة وقال انه سيدافع عن الوطن ضد المجرمين.