العوامل التي تناولتها في مقال الامس حول اداء جماعة الإخوان ورافدها السياسي لمسئولية حكم مصر حالياً.. ليست هي التي تقف وراء كل اسباب الاخفاق والتعثر وتحول التأييد الشعبي إلي مواجهة ورفض. من المؤكد أنه يأتي علي رأس هذه الاسباب حالة الغرور والغطرسة وعدم وحدة الرأي والرؤية والقرار.. في هذا الاطار فإنه يتم تجاهل الاخذ في - اداء هذه المسئولية - بالمثل الواقعي الذي يقول »اللي إيده في الميه مش زي اللي ايده في النار«. وفقا لهذه الحقيقة فلا جدال ان الرئيس مرسي الذي تم انتخابه وفقاً للعبة الديمقراطية عن طريق الغالبية - حتي ولو كان بفارق ضئيل وبترشيح ودعم من جماعة الاخوان - يواجه مشكلة في عملية السيطرة علي تمرير القرارات الواجبة التي من المفروض ان تتجاوب مع متطلبات واحتياجات الصالح الوطني. ليس خافيا ان هناك عاملاً خفيا يستخدم سطوته وتسلطه لفرض قرارات واجراءات بعينها وهو ما يؤدي إلي التخبط الي درجة الصدام وعدم التوازن علي مستوي الشارع المصري. يبدو أن الدافع لهذه الممارسات راجع للخوف من فقدان الجماعة لبريق السلطة والعودة الي مواجهة المشاكل والمعاناة التي سوف تكون اضعاف اضعاف ما كانت عليه في السابق.. لا جدال أن هذا الشعور يرفع من معدلات عصبية السلوك والتعامل مع آليات العمل السياسي والجماهيري. أدي ذلك إلي انعدام الرؤية والتقدير الصحيح لما يجب اتخاذه من تحركات تساهم في انهاء ازمات الوطن بالصورة التي تنعكس ايجابا علي اوضاع ادارة الجماعة لشئون الدولة. لقد تجلي عدم التوفيق في عدم سلوك الطريق الصحيح الذي يعالج الاحتقان ويضع نهاية للصراع والصدام. كان من نتيجة ذلك السماح بإفلات العديد من الفرص التي اتاحتها العناية الالهية للامساك بطرف خيوط المعادلة البالغة التعقيد من أجل توفير الحلول المناسبة للموقف السياسي. تجسدت هذه الفرص في هذا المسلسل الذي يضم ثلاث حلقات متتالية هي: قرار القضاء الإداري بتأجيل انتخابات مجلس الشعب يعني اتاحة الفرصة لفتح حوار حقيقي مع القوي السياسية وصولاً إلي أرضية للتفاهم يحقق الوفاق الوطني. العودة لمبادرة الوفاق التي تقدم بها حزب النور شريك وحليف جماعة الإخوان في كل خطوات التحرك الديمقراطي بعد رحيل المجلس العسكري بأخطائه وتوطؤاته المشينة. حكم محكمة الاستئناف لشئون القضاء بالغاء قرار تعيين النائب العام الحالي المستشار طلعت عبدالله وعزل النائب العام السابق المستشار الدكتور عبدالمجيد محمود. كل العقلاء واصحاب الفكر السياسي الذي يستهدف الصالح الوطني اتفقوا علي ان التعامل الايجابي المجرد مع هذه الفرص الالهية الثلاث كان يمكن ان يكون حجة يتم الاستناد اليها للعمل علي انتشال هذا الوطن من محنته.