يختلقون بطولات من أي بيان أو فعل تتخذه أي دولة عربية أو مجاورة صغيرة كانت أو كبيرة.. هؤلاء هم المفسدون باسم الاصلاح.. يدعون ان قلبهم علي مصر ودورها الضائع في المنطقة.. وبأنهم وطنيون ويتمنون لمصر الدور الفاعل والمؤثر في المنطقة والمتحكم في مقدراتها، يتشدقون بالكلمات واللعب بالالفاظ والجمل الرنانة.. يخطون المقالات بالصحف صباحا، ويتشدقون بنفس الكلمات عبر الفضائيات مساء »مصر الدولة الكبيرة فقدت دورها.. السياسة والدبلوماسية المصرية غير قادرة علي التأثير في صنع القرار بشأن المنطقة.. اين الزعامة والريادة المصرية« لا يكلون بادعاء ان قلوبهم وجعتهم علي تراجع الدور المصري الضائع وانهم يأملون في اصلاح السياسة الخارجية المصرية. هؤلاء فقدوا الرؤية عما يحدث في المنطقة وافريقيا والعالم، من متغيرات قلبت كيان الدنيا رأسا علي عقب، وأعمتهم البصيرة رغم كل ادعاءاتهم الوطنية عن الجهد المضني وما تقوم به مصر، والنجاحات التي تحققها سواء فيما يخص عملية السلام وفلسطين قضية العرب، أو الحفاظ علي استقرار المنطقة ومعالجة قضاياها بعيدا عن التوتر والانذار بالحرب، واذا بعثت دولة بمركب أو سيارة مساعدات لغزة اصبحت هي البطل والمنقذ والداعمة للشعب الفلسطيني. ولا يرون آلاف الاطنان المصرية من المساعدات الغذائية والطبية العابرة لسكان غزة ليل نهار واذا عقدت دولة عربية أو اسلامية اجتماعا أو مؤتمرا لا يعدو كونه مكلمة لا يقدم ولا يؤخر بشأن أي قضية، اصبحت هي الفاعلة والمؤثرة في المنطقة وقضاياها. وكأنهم بكم عمي لا يسمعون ولا يقرأون الجهد المصري المضني ذا التأثير الحقيقي الفاعل. تناسوا وتغافلوا استجابة قادة العالم لمصر في مؤتمر شرم الشيخ لوقف العدوان الاسرائيلي علي غزة، ومؤتمر اعمار غزة الذي جمع خمسة مليارات من تبرعات المانحين وأسقطوا التحرك الدبلوماسي المصري المكثف في امريكا والعواصم الاوروبية الفاعلة للحفاظ علي استقرار الوضع وتكوين رأي عام دولي ضاغط علي اسرائيل. يشيدون صباح مساء بحملة نقد وجهها رئيس وزراء تركيا لاسرائيل عندما قتلت ابناء شعبه في عرض البحر، وعندما لحست تركيا تهديداتها لاسرائيل واستمر التعاون الوثيق معها. ابتلع هؤلاء السنتهم. وعندما نجحت مصر في استصدار قرار عالمي بمؤتمر مراجعة معاهدة منع الانتشار النووي يطالب اسرائيل بالانضمام للمعاهد، اصابهم الخرس وكأن شيئا لم يحدث. وهذا هو الحال كل المبادرات المصرية علي الساحة الدولية وبالأمم المتحدة، من نزع السلاح، وازمة الغذاء والطاقة، وتبني مواقف افريقيا والعالم النامي بمبادرات قوية وفاعلة وعندما تقود مصر الكثير من توجهات القرارات بالأمم المتحدة من خلال رئاستها حاليا لحركة عدم الانحياز وفي مارس القادم رئاسة منظمة المؤتمر الاسلامي، فكأن هذا ليس دورا مصريا فاعلا وقويا. نعم.. هناك قوي عالمية كبيرة تقف حائلا في احيان كثيرة ضد الجهد المصري وتعوق تحقيق اهدافه.. وهذا امر طبيعي في لعبة المصالح السياسية والاقتصادية.. ولسنا الوحيدين أو القاهرين لأي شيء كن فيكون، ومن يفهم ذلك فهي رؤية غائبة أو لي لعنق الحقيقة لمجرد البحث عن نقيصة. فأي دور يفهمه هؤلاء.. هل هو شحنة بنادق لفصيل أو جبهة.. أو دق اسفين بين اطياف دولة.. أم تدبير انقلابات.. هذا هو ما يفعله اسيادهم بالدول التي يرونها فاعلة سواء صغرت أو كبرت.