علامات استفهام كثيرة، وأسئلة عديدة، مازالت عالقة في سماء الأحداث بطول خط حدودنا الشرقية وبعمق سيناء، باحثة عن إجابة شافية ومنطقية تنهي حالة الريبة والشك، التي انتابتنا جميعا فور تلقينا خبر ضبط كميات من الأقمشة المستخدمة في صنع الزي الرسمي للقوات المسلحة والشرطة المصرية، كانت معدة للتهريب داخل أحد الأنفاق علي الحدود مع غزة. ومن الطبيعي أن يكون في مقدمة هذه العلامات وتلك الأسئلة،..، لماذا يتم تهريب أقمشة الملابس العسكرية، وملابس الشرطة بالذات إلي غزة؟!، ومن يحتاج هذه الملابس علي الجانب الآخر من الحدود؟!، وفي أي شيء سيسخدمها؟!،..، ولماذا الآن؟!،..، ولماذا يقوم بتهريبها ولم يطلبها بصفة رسمية؟! ومن الطبيعي أيضا أن يتم الربط التلقائي بين عملية التهريب الغامضة والمريبة تلك، وبين الظروف بالغة الدقة والحساسية التي تمر بها مصر الآن ومنذ فترة ما بعد الخامس والعشرين من يناير، وحالة الأمن والاستقرار في ظل التحديات الشرسة التي تواجهنا داخليا وخارجيا، والمحاولات المكشوفة والمتعددة لإغراق البلاد في موجة عاتية من العنف والفوضي، والدور المهم والأساسي الذي تقوم به القوات المسلحة بالذات في إحباط هذه المحاولات، بعدما أصاب الشرطة من إنهاك شديد خلال العامين الماضيين. وفي ظل هذه الظروف، ومادام الأمر يتعلق بالقوات المسلحة، ويتصل بتهريب الأقمشة التي يمكن أن تصبح في لحظة ملابس لضباطنا وجنودنا، وحيث ان واقعة التهريب هذه تتم عبر الأنفاق علي حدودنا الشرقية، فمن الطبيعي بل والمنطقي والبديهي أن يقفز إلي أذهاننا جميعا، ذلك الحادث الاجرامي الجبان الذي تعرض له أبناؤنا من رجال القوات المسلحة حراس الحدود الشرقية في شهر رمضان الماضي، والذي راح ضحيته سبعة عشر شهيدا، مازالت أرواحهم تطلب القصاص العادل ممن غدر بهم لحظة الافطار. من أجل ذلك كله، ومن أجل وقائع وأحداث أخري خطيرة، لا يتسع المجال لذكرها وتسجيلها الآن، يصبح من المنطقي والطبيعي أن يتطرق إلي أذهاننا جميعا، بأن هناك علي الجانب الآخر من حدودنا الشرقية من يبيت النية للعبث بأمننا القومي، وأن هناك ترتيبا شيطانيا يتم الإعداد له ضدنا، وانهم يحتاجون إلي ملابس القوات المسلحة والشرطة لإتمام هذا الترتيب الشيطاني،..، ولكن الله شاء فضح المؤامرة قبل أن تتم. »حمي الله مصر وكتب السلامة لشعبها وجيشها«.