حالة من الغموض والارتباك الشديدين تعانيها الدراما حالياً ليس فقط من حيث الصناعة والتمويل، وإنما الظروف السياسية والمجتمعية المتلاحقة التي تعانيها البلاد منذ ثورة يناير وحتي الآن. فكيف يري خبراء التسويق والانتاج خريطة رمضان هذا العام؟ »مفيش انتاج أصلاً« بهذه العبارة اليائسة بدأ محمد عبدالله رئيس القطاع الاقتصادي باتحاد الإذاعة والتليفزيون كلامه ويقول: اعتقد أن المحطات تخطط للتعاقد قبل رمضان بأسبوع او أسبوعين فيبدأ في التفاوض والشراء فتترك المنتج لآخر لحظة بهدف ضغط الاسعار ودفع اقل القليل ويضيف كثيراً - إن لم يكن - كل المنتجين لم يتقاضوا مستحقاتهم من المحطات عن العام الماضي، فالظروف المالية صعبة والشركات قلصت حجم انتاجها ربما المشاهد العادي لا يلاحظ ذلك وإنما لو ركزنا نجد أن المحطة تعيد عرض الإعلان أربع أو خمس مرات خلال دقائق قليلة، وبالتالي فإن هناك كثيراً من المنتجين توقفوا هذا العام. ويضيف المنتج الفني محمد زعزع: انا كمنتج ما دمت انتجت يجب أن أوزع والمحطات تلعب علي هذا الوتر، فتقوم بدفع عربون ولا تدفع الباقي، لان المعلن الذي يشتري الشاشة لا يتقاضي مستحقاته من الشركات دفعة واحدة فهو يحصل علي عربون بمجرد توقيع العقد فيعطي للمحطة والمحطة بدورها تعطي للمنتج ثم بعد ذلك »شكراً« الجميع يدفع »حين ميسرة«. ويؤكد زعزع أن مزاحمة كل من الهندي والتركي والسوري والكوري للمنتج المصري كل ذلك يقلل فرصة توزيعه في الخليج وفي كل المحطات وهذه النوعية للأسف اصبحت تحظي بإقبال شديد. أما المنتج صادق الصباح فيري أن الحديث عن التسويق الآن يعتبر سابقا لأوانه ويصعب الحكم علي نتيجته الان ويقول: اعتقد ان مع بداية ابريل تكون الخريطة اكثر وضوحاً، فليست هناك خطوط واضحة الان علي صعيد المحطات المتخصصة الجديدة التي تبدأ بثها مع بداية رمضان ولا المحطات الأخري المعروفة وإنما بشكل عام اعتقد أن هناك محاولات من بعض الفضائيات لمحاربة السوق، وأنا شخصياً أنافس هذا العام بمسلسلي »نقطة ضعف« و »قصص النساء في القرآن« ولم اتفق علي أيهما حتي الان ورغم انني أحترم الدراما التركية جداً بل انني تعاملت فيها بالشراء والعرض في أكثر من تجربة إلا أنني أؤكد أن المحطات التي تراهن عليها سوف تخسر لا محال، فلا أعتقد أن تعتمد هذه المحطات علي التركي في رمضان.