كان بالنسبة لي شريان الحياة.. هل تستطيع مصر أن تعيش دون نيل؟ هكذا كان محمد.. هو نيلي.. أنا أشكو إلي الله.. أشكو له بقلب أم.. أشكو له بدعاء يعقوب.. بدعاء الحبيب النبي. حرموني من محمد.. قضية محمد عند ربي، وربي لن يخذلني.. لأنه رب المستضعفين.. في الليل حين آوي إلي مضجعي أحس بمحمد ينادي عليّ.. أنا في أشد الشوق إليه.. لكن عزائي أنه بين يدي الله.. محمد في الجنة.. بحبك يا محمد كثيرا.. لكن الموت علينا حق.هذا جزء من فيض السيدة الفاضلة سامية الشيخ أم الشهيد محمد الجندي التي أبكت قلوبنا علي حبيبها زهرة شباب مصر وبلسم شفائها. فقد كان دواءها ونسيمها العليل .الأم المكلومة لايكفيها كلمات الرثاء بل تحتاج للحب والثناء علي هذا الصبر الجميل والدرس الذي أعطته لكل المصريين بتربيتها وتعليمها وتثقيفها لابنها الشهيد .. محمد عريس الجنة لن يضيع فقد وهب نفسه لمساعدة المحتاجين ونصرة المظلومين ووهب روحه فداء لمصر . لاتحزني فقلوبنا تفخر بصلابتك . وأرواحنا تدعو لكي ولابنك الذي تربي وأحسنت تربيته فكلنا فداء لمصر فلا تندمي فالدعاء له مطلوب والدعاء لمصر من قلب طاهر مستجاب فمثل قلبك لايعرف إلا الحب والسكينة والثبات. ربيته عملا بمقولة ولد صالح يدعو لي وقد كان صالحا نافعا.. ونعم التربية ياسيدتي . لكننا نعاهدك أن نكون أولادك مثله وأعرف أننا لن نعوضك فقد كان كما قلت لايعوض فقد ظل يعمل ويكافح بارا بوالديه وبوطنه.. عصفور صغير خرج يحلم .. يتنقل بين الأغصان. ماحدث له يمكن أن يحدث لأولادنا.. شاء القدر أن ينال الشهادة حبا في وطنه.. لايهمنا إن كانت سيارة صدمته أو مات بالتعذيب ولا يهمنا إن كان تقرير الطب الشرعي حدث به تلاعب أم لا . فاللي راح راح ولن تعوضه كنوز الدنيا. لكن سيدة بأخلاق وثقافة وورع هذه الأم لن تربي إلا فارسا. تمنيت لو قبلت يديها ومسحت دموعها النبيلة التي سالت علي وجوهنا إنها بحق الأم الصابرة علي الابتلاء فقد كانت كلماتها رصاصا يسكن القلوب وبلسما يداوي الجروح . الحزن الذي سكن قلبك يسكن قلوبنا لكننا نثق في الله الذي لن يضيع حقك . كوني قوية مثلما أنت . فاثبتي ولن يخيب الله ظنك . لتكوني قدوة لأمثالك من أمهات الشهداء لأهدي قصتك للسيدة أمل أم الشهيد بلال سعيد أبوالعطا التي غمرتنا بدموعها وأوجعت قلوبناعلي وليدها الذي راح ضحية غدرالخاطفين المجرمين والذين نالوا جزاءهم . فاصبري لتكوني دوما قدوة. ولدك في الجنة وإن شاء الله سترافقينه فيها بعد عمر مديد . متعك الله بالصحة والعافية وخاتمة الصالحين .