يوم السبت الماضي كان الموعد المحدد من كل عام للاحتفال »بيوم الشهيد« ولكن شعب مصر لم ينعم باستدعاء روح الأبطال من الذاكرة التي أفدوا بها حياتهم من أجل تحرير أرض سيناء الحبيبة ومن أجل الحفاظ علي كرامة وكبرياء مصر، فجاءت ألسنة الدخان وحرائق في بعض المنشآت لتعكر صفو الشرفاء من أبناء الوطن وتحرم أمهات وزوجات وأبناء وأحفاد الشهداء من زهو وجلال المناسبة الوطنية التي تحرص القوات المسلحة سنويا علي الاحتفال به، كاتب المقال اشترك في حرب الاستنزاف.. أتألم عندما أقارن بين عشرات الآلاف من الشباب الذي حرر سيناء بالإرادة والإصرار والفداء.. بشباب الحجارة والمولوتوف والفوضي والبلطجة.. أبكي!؟ استلمت رسالة إليكترونية من البطل »حسني عبدالله إبراهيم« مهندس مدني ومدير عام الأعمال المدنية بهيئة كهرباء مصر- بالمعاش- وهو أحد أبطال نصر أكتوبر العظيم عام 3791 نصها »السيد الفاضل دكتور أحمد نوار تحية طيبة وبعد، لما كنت قد تشرفت بمتابعة كتابات سيادتكم عن شهر العبور في أكتوبر الماضي 2102 فقد أرسلت لسيادتكم خطابا مشفوعا بما قمت به مع زملائي في حرب الاستنزاف وفي أيام العبور المجيدة، وذكرت في نهاية خطابي أنه في فجر الأول من أكتوبر من عام 2102 »شهر العبور« كان جزائي أن سرقت سيارتي التي كانت بالنسبة لي بمثابة عصاي التي أتوكأ عليها فأين الأمن الآن؟!! وتفضلتم سيادتكم بنشر رسالتي يوم 03 من أكتوبر 2102 تحت عنوان »رسالة من أبطال حرب أكتوبر« ويشاء ربك بعد مضي ثلاثة شهور ونصف - تقريبا- أعادت الشرطة إلي سيارتي واستلمتها يوم الاحد الموافق الثالث عشر من يناير 3102 والآن استطيع أن اقول: إن عودة سيارتي لي- بعون الله- وبواسطة الشرطة يعتبر بمثابة معجزة بكل المقاييس كما كان عبور أكتوبر 3791 أكبر معجزة، وفي الختام فإني أقدم جزيل شكري وإمتناني لرجال الشرطة وأعتز بدورهم وجهدهم في إعادة سيارتي لي كما أدعو الله ان نري في القريب عملا سينمائيا عن عبور أكتوبر يكون بمثابة وثيقة تاريخية تحكي أعظم ملحمة في تاريخ مصر الحديثة.. نهر الفن يقدم التهنئة إلي البطل حسني، كما يقدم الشكر والاعتزاز لرجال الشرطة الذين بذلوا جهودا مضنية من أجل إعادة سيارة البطل، وعلي استجابتهم لنداء نهر الفن، أما مناسبة ذكري الشهيد تستدعيني الذاكرة للاشارة إلي مكانة الشهيد في دولة »روسياالبيضاء« التي زرتها علي رأس وفد عام 5002، فكان ضمن البرنامج زيارة قبور شهداء مدينة »خاتيه« الذين استشهدوا في الحرب العالمية.. الموقع شديد المهابة وعظيم الجلال الذي يضم رقي إبداع المعماريين والفنانين والحدائق ومتحفا.. إلخ وأصبح رمزا بالدولة وجاذبا للسياحة العالمية وأبناء الوطن، الأهم من ذلك إنشاء »نصب تذكاري« صغير الأبعاد في مدخل كل قرية ومدينة أو ميدان مكتوب عليه جملة »متنا لتعيشوا أنتم« والورود يوميا تزينه، ومن التقاليد الرائعة علي مستوي الوطن كل عروسين يذهبون لوضع باقات الورد علي النصب ويقرأون هذه الجملة الدالة الرائعة، هكذا يتم التخليد وهكذا تمتد ثقافة الروح الوطنية وتعميق الانتماء.. ودروس حية للأجيال، ونهر الفن طرح عدة مرات ضرورة إنشاء مشروع مماثل بسيناء أمام إحدي عواصم المحافظات الثلاثة، ولكن للأسف لم يستجب أحد ولم يعلق أحد سوي بعض أبطال أكتوبر الأحياء، وما نحن فيه الآن نتيجة لفقدان المواطن المصري إلي »ثقافة الانتصار« ونتيجة إلي تغييب العقل الذي امتد عقودا وحتي الآن. ونهر الفن يبعث بتحية إلي أرواح الشهداء، وتحية وتقدير وفخر لأبناء وزوجات وأمهات الشهداء.