د. أحمد نوار وصلتني رسالتان عبر البريد الاليكتروني نص الأولي »قرأت في جريدة الأخبار »نهر الفن« يوم الثلاثاء 2/01/2102 الرئيس ونصر أكتوبر 3791 وكذلك الثلاثاء 9/01/2102 حرب الاستنزاف وعبور 37 ولذلك قررت ان أكتب لسيادتكم لأني من الذين نالوا شرف العبور والاشتراك في حرب الاستنزاف... تم تجنيدي بالقوات المسلحة »سلاح المهندسين في يناير 9691 وهي بداية حرب الاستنزاف.. فخدمت في كتيبة طرق وكتيبة إنشاءات دفاع جوي وسرية مهندسين بأحد المطارات... حيث تم الآتي علي طول الضفة الغربية للقناة وفي قطاع الجيش الثالث تم بناء عدد كبير من قواعد الصواريخ المضادة للطائرات.. وكل ذلك كان يتم تحت قصف طيران العدو ولا أنسي مدي الحياة استشهاد زميل لنا ملازم أول مهندس عبدالعال وهو يستلم إحدي هذه القواعد حتي يتم صبها وكم كنا نتدرب علي فتح الثغرات في الساتر الترابي وفي يوم العبور كان لواء الطرق الذي أخدم به مكلفا بفتح ثغرات الساتر الترابي بقطاع الجيش الثالث بالسويس وكان اللواء بقيادة اللواء الشهيد أحمد حمدي مكلفا بعمل كباري العبور أمام هذه الفتحات وبعون الله تم التنفيذ في وقت قياسي أذهل العدو والعالم أجمع ولا انسي اللواء أحمد حمدي وهو يقف بين جنوده البواسل يؤمن العبور فسقط شهيدا وتم إنشاء نفق الشهيد في مكان استشهاده، وفي النهاية لا أنسي أن في فجر 1 أكتوبر 2102 في ذكري شهر العبور سرقت سيارتي التي كانت بالنسبة لي بمثابة العصا التي أتوكأ عليها.. فأين الأمن الآن؟! توقيع حسن عبدالله إبراهيم وجاءت الرسالة الثانية »طالعت مقالكم الجميل بالصفحة الأخيرة بجريدة الأخبار بتاريخ 9/01/2102 وأردت ان أخبركم انني واحد من مقاتلي حرب الاستنزاف بسلاح المهندسين.. وفي إحدي العمليات صدر الأمر بالعبور وفتح ثغرة في حقول الألغام بخط بارليف لتتمكن قوات الصاعقة والاستطلاع من تنفيذ عمليتها داخل سيناء وكان دوري انا وزميلي فتحي السيد.. هو فتح الثغرة وإذا بنا نتفاجأ بالغام لم نرها من قبل في تدريباتنا، واستطعنا بعون الله الحصول علي لغم للتدريب عليه، إن حرب الاستنزاف هي الركيزة الاساسية لحرب أكتوبر العظيم، ويحيي المقاتل صاحب الرسالة أبطال حرب أكتوبر والنصر العظيم وقادته اللواء مهندس عادل حجاب والملازم أول مهندس كمال الدين توفيق، رسائل وشهادات المقاتلين الأحياء جزء لا يتجزأ من توثيق هذا النصر التاريخي، وإشارة إلي ضرورة الاهتمام بتأريخ هذه الحقبة المضيئة في تاريخ مصر الوطني، فهي فرصة ذهبية لجمع هذه الشهادات واستثمارها في انتاج دراما الحرب والنصر، وهذا هو موضوع المقال القادم إن شاء الله، السينما والدراما وحرب أكتوبر 37، وعدم الاهتمام بتوثيق هذا النصر العظيم من أجل أجيال مصر المتعاقبة، ومن أجل تعميق الانتماء الوطني لدي أبناء مصر.. ووضع الرموز التي حققت نصرا أذهل العالم كقدوة للشباب وبث روح التفاني والفداء من أجل عزة وكرامة مصر الحبيبة.