مع كل زيارة لمسئول إيراني إلي مصر، وعند كل بادرة تقارب أو انفراجة في علاقتنا بإيران التي تشهد توترا منذ الثورة الإيرانية ترتفع بعض الأصوات المحذرة من الخطر الإيراني المحدق بمصر. قبل ثورة يناير كان الخوف يتمثل في فكرة تصدير الثورة الإيرانية وكان الموضوع يخضع لحسابات أخري لحكام مصر طبقا لتوازنات معينة في السياسة الدولية بتوجيهات من هنا وهناك القاسم المشترك فيها مصالح معينة وبالطبع ليس من بينها مصلحة مصر.. بعد الثورة ظهر ذلك الصوت العالي الذي يحذر من المد الشيعي وقال أحدهم بالحرف »إن الشيعة أخطر علي المسلمين من اليهود« مكرسا لفكرة »فوبيا الشيعة« واشتغل بعض الإعلاميين علي هذه الفكرة أياما وليالي.. أري أن ذلك التخوف - وإن كان خالصا - يجافي الحقيقة ويتعارض مع مبدأ إسلامي دولي: »لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين« هذا إذا افترضنا جدلا أن بعض الشيعة من الفرق المارقة.. أما عن القول بأن الشيعة أخطر علينا من اليهود فأقول إن هناك من بين المسلمين أنفسهم في كل زمان ومكان من هم أخطر من اليهود من أيام والي عكا وحتي الآن وإلا بماذا نصنف الطابور الخامس والخونة والمتآمرين الذين لا يخشون في الله إلاَّ ولا ذمة رغم أنهم يتسربلون بزي الإسلام؟! ثم لماذا نخاف نحن من التشيع ولا يخافون هم من الزحف السني؟ فمن الممكن أن يكون هذا التقارب فاتحة خير لأهل السنة حين يعرفها العوام من الشيعة ويحتكون بها ويتبينون أنها الحق كذلك سيعمل المسئولون في إيران علي ايقاف كل ما يؤذي أهل السنة إذا تحسنت العلاقة.. وقد فعلها الإمام الأكبر يوم زيارة أحمدي نجاد وحذره من أذي مشاعر المسلمين السنة. يجب أن تتغير نظرتنا للأمور بعد الثورة وتكون مصلحتنا فقط هي المعيار الأساسي في علاقتنا مع إيران وغير إيران ولا داعي لأن نعيش في وهم اسمه »فوبيا الشيعة«.