أحمد السقا، هل يحسن دائما اختيار أدواره؟ لو كانت لاجابة هي: نعم، دائما، فسأغير رأيي فيه. قاموس روش طحن، عنوان كتاب صدر من سنوات، حيث يلتقط ياسر حماية، من خلاله بعض المصطلحات التي تجري علي ألسنة الأجيال الجديدة. خذ عندك: أوكشة يعني: البنت المتفجرة الأنوثة. العفشة قفشة يعني: الحياة اصبحت بالغة الصعوبة. أوجو يعني: المرأة الكثيرة التجارب أو المتعددة العلاقات. روح هات لب من تنزانيا يعني: لم نعد نحتملك، فارحل عنا. أوتوبيس راجع بضهره يعني: الفتاة المتواضعة الجمال. ديلر يعني: تاجر مخدرات. دايس عليها قطر يعني: البنت الثقيلة الدم. ولم أنفعل، ولا شعرت كأغلب الكتاب بالرغبة في مهاجمة الشباب أو الحط من شأن هذه اللغة. بالعكس. لو سألوني الآن عن هذا الزمن الذي نعيشه، لاحترت كثيراً. هل أقول انه: أوتوبيس راجع بضهره؟ أم العفشة قفشة؟ أم دايس عليه قطر؟ ثم: كم يبلغ هذه الأيام عدد الذين يجب ان يقال لهم: روح هات لب من تنزانيا؟ الكرة في مصر الآن تحتاج إلي كورس فيتامين جدية. سأظل أكرر، مهما بلغت درجة الطناش، ان الرقابة في الدول المتقدمة، أو حتي نصف المتقدمة، أصبحت كالكوليرا او الطاعون أو شلل الاطفال من الامراض التاريخية التي اختفت إلي غير رجعة. علما بأنني أقصد هنا الرقابة علي اختلاف اشكالها، بما في ذلك تلك التي يفرضا الواحد علي نفسه من باب ايثار السلامة. سأظل أكرر ان سبعة آلاف سنة، هي عمر الحضارة في هذه البلاد، أكثر من كافية، ليبلغ شعبها سن الرشد. أو فمتي إذن؟