في كتابه الهام »نهاية القذافي« يتوقف شلقم مطولا أمام الدور القطري في ليبيا. سافر إلي الدوحة بتكليف من الدكتور محمود جبريل، التقي ولي العهد الذي تحدث عن الدعم الهائل الذي قدمته قطر والذي تجاوز ثلاثة مليارات دولار، قال ما معناه إن قطر دفعت ثمنا هائلا ولابد من مقابل.. رد عليه شلقم بهدوء قائلا: في ليبيا نقول: »الجميل عده أو رده« ونحن علي استعداد للاثنين، أن نعد الجميل ونرده أيضا، أي أنهم علي استعداد لرد المبلغ.. وتحدث مطولا بحضور الصحفي الليبي محمود شمام، عن حساسية الشعب الليبي الذي لن يقبل الإهانة، وقال محمود شمام ما نصه: »أنا لحم أكتافي من خيركم، لكن لا تخطئوا فهم الشعب الليبي، حاذروا ردة فعله«، في سبتمبر التقي شلقم أمير قطر في نيويورك، وكان بصحبته الدكتور محمود جبريل، تحدث الأمير مطولا عن الوضع في ليبيا، يقول شلقم بالنص: »كان الأمير يتحدث كأنه يتحدث عن حمام بيته، أو عن إبله.. لابد أن يعيَّن فلان وزيرا للداخلية، وفلان وزيرا للدفاع، بالنسبة للأسلحة سأعطي التعليمات لجمعها خلال أربع وعشرين ساعة، أنت يا دكتور محمود تكون رئيسا للوزراء، واترك لي تسمية وزيري الدفاع والداخلية.. إذا قررت أن تترك الحكومة سأعينك مستشارا عندي، شلقم صديقي وأنت لا أعرفك كما أعرفه..«. يقول شلقم: »خرجت متمالكا نفسي، هل أمست بلادنا بهذا الرخص حتي يتحدث عنها أمير قطر بهذا الغرور والتعالي؟«.. أضفت: »إن أموال النفط فيها فيروس جنون العظمة وجراثيم الوهم، هذا ما حدث لمعمر القذافي«. في الأسبوع التالي طلب رجل أعمال أمريكي كان يعمل في مكتب الرئيس جورج بوش مقابلة شلقم، وقال إن شركته لديها مشروعات كبري للعمل في ليبيا، ولكن واجهتهم مشكلة قطر، أبدي شلقم تعجبه، فقال رجل الأعمال: إن الحكومة القطرية أبلغت الشركة ضرورة عدم اقترابهم من ليبيا، وإن قطر لديها أربعة ملفات أولها النفط الليبي والأمن والمال والجيش، كان الأمر صدمة لعبدالرحمن شلقم وللمسئولين الليبيين.