ما الفرق بين الانتخابات الرئاسية المبكرة ،وانتخابات مجلس النواب ، أظن أن الإجابة البديهية لاشيء. الاثنان رغبة في ممارسة الديمقراطية، في أعلي صورتها .باللجوء إلي الشعب ، مصدر كل السلطات، منبع كل شرعية ، ولكن معارضة"" آخر زمن . اكتشفت أن هناك فرقا كبيرا ، هي تدعو إلي الأولي، وتقاطع الثانية. رغم أن الأخيرة ، يمثل استحقاقا نص عليه الدستور. الذي وافق عليه الشعب بحوالي ثلثي المشاركين في الاستفتاء. وهي خطوة باتجاه استكمال مؤسسات الدولة .وهي فرصة لكل الأحزاب، لمعرفة حجمها ، وثقلها الحقيقي في الشارع .أما الانتخابات الرئاسية ، فليس لها أي مشروعية . فهي تفتقد لأي أسباب موضوعية ،أو أسانيد قانونية. فقط هي دعوة بلا معني ،من جزء من المعارضة المصرية ، تدعي جبهة الإنقاذ . كما أنها لا تحظي بإجماع ، حتي داخل الجبهة ذاتها، ويصبح السؤال المنطقي لماذا تطالب الإنقاذ بالأولي وتقاطع الثانية؟ والحديث عن ذلك يطول فهي تطرح شروطا تعجيزية للموافقة علي المشاركة، منها التأجيل ،خاصة وان الظروف الأمنية والسياسية غير مواتية . وضرورة توفير ضمانات للنزاهة ، وتنفيذ شروطها، ومنها تشكيل حكومة وحدة وطنية، وأحيانا وزارة ائتلافية . وعزل النائب العام .وإجراء تعديلات في الدستور. المعارضة في جبهة الإنقاذ،" تمارس طفولة سياسية"، وتفتقد الحد الأدني من الممارسة الديمقراطية، فمن هم ؟ وبأي حتي شرعية يتم الاستجابة إلي طلبهم ؟ ولدي اقتراح ،اعتقد انه جدير بالبحث والمناقشة، ويتضمن دعوة جبهة الإنقاذ، إلي المشاركة في الانتخابات البرلمانية، وعليها أن تحصل علي الأغلبية . خاصة أنها وفقا لكل أحاديثها، تمثل معظم شرائح الشعب المصري. ويسهل عليها ذلك. مع تراجع نسبة تيار الإسلام السياسي ،خاصة الحرية والعدالة .هذا الوضع يخلق شرعية جديدة ،توازي شرعية الرئيس مرسي .وفي ظل هذا السيناريو المتخيل والصعب، يمكن أن يكون هناك منطق، إذا دعت الجبهة إلي انتخابات رئاسية مبكرة ، خاصة في ظل صعوبة التعايش بين الرئاسة والبرلمان .أما الآن فكل الشواهد تؤكد أن المقاطعة ، هو هروب من معركة معروف نتائجها سلفا، وإدراك حقيقي بأنه لا وجود لمعظم أحزاب الجبهة في الشارع . رغم سيطرتهم علي الإعلام الخاص، وميدان عملهم هو الفضائيات .أما التعايش مع الجماهير فهو أمر لا يعرفونه. معارضة آخر زمن..!! الفرق بين ممارسة دور المعارضة ، والدعوة إلي الفوضي، خيط رفيع ولكن المعارضة حريصة علي طرح مطالب مثل العصيان المدني. الذي لم يلتزم به ، سوي نفر قليل من الجماهير ، في عدد من المحافظات . ،والعجيب أن تلك العناصر تحاول فرضه علي الناس، في المدن المختلفة، وفي مناطق متعددة . فهل غلق مجمع التحرير أو الميدان يدخل في خانة العصيان ؟ وهل التجمهر بالعشرات من الصبية وأطفال الشوارع أمام الاتحادية وقصر القبة، جزء من نضال جبهة الإنقاذ السياسي . والجديد هو "اللعب بالنار" مثل الترويج لفكرة الحرب الأهلية .أو دعوة سكان العشوائيات إلي التظاهر. في إشارة البدء لما يطلق عليه " ثورة الجياع" وكأن الأمر نزهة ، وليس خرابا ودمارا شاملا للأخضر واليابس في مصر. وكأنها ستهاجم الإخوان أو حزب الحرية والعدالة، أما قصور زعامات جبهة الإنقاذ، في القاهرةالجديدة ومدينة أكتوبر، والمنتجعات الخاصة. سيكون في منأي منها ، وهي" لن تبقي ولاتزر" يضاف إليها دعوة العاطلين للتظاهر. وكأن الأمر مخطط له من النظام السابق، الذي أجرم في حق الملايين منهم، وجاء أعوانه يكملون المخطط ، في مرحلة ما بعد الثورة. معارضة آخر زمن..!! تلك التي صدعت رؤوسنا ، بشعارات من قبيل الدولة المدنية، وسيادة القانون، ودولة المؤسسات، والدولة العصرية، وينتهي بهم المقام، إلي الدعوة إلي عودة الجيش ،والقوات المسلحة من جديد إلي المشهد السياسي. القضية ليست وليدة اليوم، فقد ظهر تيار بعد الانتخابات والذي حظيت فيه قوي الإسلام السياسي ، بالأغلبية خاصة حزب الحرية والعدالة .يدعو إلي ضرورة استمرار المجلس العسكري. بل أن بعض "مستشاري السوء " ،من النخبة والقانونيين ، كانوا وراء الإعلان الدستوري المكمل . الذي أصدره المجلس العسكري لخلق سلطة موازية ، تحاصر الرئيس، وتنازعه سلطاته، وتسحب منه صلاحياته. وعندما انهي الرئيس محمد مرسي ذلك الوضع ، بإقالة المشير طنطاوي والفريق سامي عنان . وأعاد مجلس الشعب للعمل من جديد، قامت الدنيا ولم تقعد. لدرجة أن احد عتاة الليبرالية كما يحب أن يصف نفسه ،وهو الدكتور ممدوح حمزة دعا الجيش إلي الانقلاب علي الرئيس مرسي ، وتجاوز وطالب بالقبض عليه ، ومحاكمته بتهمة الخيانة العظمي ،وشهدت مصر خطة منظمة، الهدف منها الوقيعة بين الرئيس مرسي والقوات المسلحة . بالحديث الكاذب حول نية الرئيس إقالة الفريق عبد الفتاح السيسي. والترويج لوجود خلافات بين الطرفين .والحديث عن حالة التذمر بين صفوف القوات المسلحة، وكشفت جبهة الخراب عن وجهها القبيح ، بتصريحات البرادعي حول ضرورة تدخل الجيش من جديد، وعودته للمشهد السياسي، وهو بذلك الموقف يخون كل مبادئه ،ومعتقداته ،وأفكاره، إذا كان له مبادئ .ولم تفوت تلك العناصر، التي أطلقت عليها "أيتام العسكري "الفرصة ،وراحت تطل بوجهها القبيح من جديد علي المشهد السياسي .بعد أن توارت خجلا، إذا كانت تملكه ، وتدعو إلي مليونية لدعم الجيش، ضد الكذبة الكبيرة ،التي أطلقوها ورددها ،حتي صدقوها .وهي "أخونة الجيش".