إلي ماذا تهدف دويلة قطر؟ ما حقيقة مخططاتها التي تبدو أكبر بكثير من امكانياتها الا اذا كان المال يمكنه تحقيق كل شيء واختزال الجهود الطائلة. لكن الحقائق تؤكد أيضا ان لقوة المال حدودا، وكما قال الشاعر العظيم أمل دنقل: هناك اشياء لا تشتري، إن أهم انجاز حققته سياسة قطر كان في المجال الإعلامي، ولكنه فشل بعد أن تحولت قناة الجزيرة من دورها الإعلامي إلي دور المحرض. والتابع للجزيرة مباشر سيجد جريمة متكاملة الاركان في حق هذا البلد المنكوب الآن بمن لا يدرك قيمته وحضارته، لقد توقفت عن متابعة الجزيرة كمصدر للأخبار منذ اجتياح غزة. نسيت موقعها علي الشاشة حتي القناة التسجيلية التي تتبعها متدهورة، متواضعة المستوي، مسمومة أحيانا، تدخل قطر أو بمعني أدق من يرسم لها السياسات وخرائط الحركة والأهداف إلي المناطق المتصلة بالعصب. فتطرح مشروع تأجير قناة السويس، وتنشط في اتجاه الآثار المصرية بما يريب، وفي مجال الدعم الاقتصادي فوجئت بما اعلنه الخبير الاقتصادي شيرين القاضي عبر الفضائيات المصرية ان ما قدمته إلي حكومة الإخوان علانية لا يتجاوز الخمسين مليون دولار. أما الوديعة الموجودة في البنك المركزي والتي يقال إنها ملياران من الدولارات فلم يصل منها الا خمسمائة مليون دولار. هذا ما اطلعني عليه خبير مصرفي كبير.. وهذه الوديعة تدفع عنها مصر فائدة والملاحظ أن أي مشروع مريب تصاحبه ضجة إعلامية ومبالغة في الأرقام. مشروع تأجير الآثار الذي لم ترفضه الحكومة الإخوانية الحالية ادعي انه سيوفر مائتي مليار، هكذا تبدأ المشروعات المريبة وينتهي الأمر إلي مائتي مليون جنيه. ولنراجع بيع عمر أفندي والذي انتهي إلي خمسمائة مليون جنيه لا تساوي واجهة المبني الأثري في شارع عبدالعزيز. المبالغة في الحديث عن المعونات والمشاريع الكبري انما يكون بهدف تمرير مشاريع أخطر، اذن، ماذا تريد سياسات قطر التي لا تتفق مع حجمها أو وزنها لا في التاريخ العربي ولا الحاضر، ربما نجد الاجابة فيما ذكره الدبلوماسي الليبي الأبرز عبدالرحمن شلقم في كتابه الهام »نهاية القذافي«، ان التجربة القطرية في ليبيا تكشف ما يجري في مصر بعد اكتشاف الثورة الليبية لحقائق الأهداف المستترة وحقيقة الدور القطري الذي كان يستهدف أمورا لم تقبلها الثورة في ليبيا وبعضها يتجاوز أشد أنواع الخيال.